فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على شبكة الإنترنت English Version
الصفحة الأولى    صور     خرائط  تاريخ شفوي حق العودة 101 نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع الصراع للميتدئين إتصل بنا
مشروع حمامات الحمة في عهد الانتداب البريطاني.../د.محمد عقل
شارك بتعليقك  (تعليق واحد

أرسل لصديق
طباعة
العودة إلى الحمّة
כדילתרגם לעברית
مشاركة د.محمد عقل في تاريخ 2 شباط، 2013
مشروع حمامات الحمة في عهد الانتداب البريطاني.../ د.محمد عقل


تقع الحمة عند ملتقى الحدود السورية- الأردنية- الفلسطينية، في جنوب هضبة الجولان، بالقرب من مصب نهر اليرموك، ولذلك سميت باسم حمة اليرموك، وهي على ارتفاع 150 متراً تحت سطح البحر. كان فيها محطة من محطات قطار سكة الحديد التي كانت تربط حيفا بسكة الحجاز عبر قرية سمخ في الطرف الجنوبي لبحيرة طبرية. في المكان ينابيع ساخنة، معدنية، ولذا سميت المنطقة باسم الحمة. من ينابيعها: عين المقلى، عين البلسم، عين الريح، عين الساخنة، وعين بولس والأخيرة مياهها عذبة.

كانت في الحمة حمامات في العهد الروماني، وفي العهد الأموي في عهد معاوية بن أبي سفيان، ثم تهدمت هذه الحمامات وأصبحت الحمة في أواخر العهد العثماني خرابة. الحمة، اليوم، منتجع مشهور ومكان للعلاج من الأمراض الجلدية. لبناء حمامات الحمة في عهد الانتداب حكاية طويلة سنسردها لكم بالتفصيل. على صخرة كبيرة في الحمة نقش اسمان الأول لسليمان بك ناصيف وهو صاحب ومؤسس مشروع حمامات الحمة المعدنية، والثاني لأديب البعيني وهو مدير الأمن في المشروع المذكور.


سليمان بك ناصيف:

أصله من قرية المختارة من قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان. يبدو أنه هاجر إلى فلسطين في بداية القرن العشرين وسكن في مدينة حيفا إذ أصبح في أواخر العهد العثماني ملتزماً للضرائب في قرى سهل بيسان والمرج. نزل مصر وكان من اللبنانيين الذين أنشأوا لهم مركزاً أدبياً ومادياً فيها. في سنة 1904 كان سليمان يُلقب في مصر ببك ويتوجه له عند الخطاب بعزتلو أي صاحب العزة دلالالة على مكانته الرفيعة في المجتمع. طوال مدة مكوثه في مصر لم تنقطع صلاته بفلسطين، إذ كانت له فيها أملاك. كان لسليمان بك ناصيف دور مهم في الثورة العربية الكبرى التي ترأسها الشريف حسين في الحجاز. في بداية سنة 1918 كان سليمان في الحمة حيث كان له فيها بستان يانع، وقد اتصل لورنس العرب به هناك للقيام بخدمات خاصة في غور الأردن وشمال فلسطين لضمان احتلال الانكليز لهما، ولتأمين خاصرة الجيش العربي المتقدم بقيادته عبر شرقي الأردن نحو دمشق. في شهر آذار من نفس العام التقى حاييم وايزمن عدداً من الزعماء الفلسطينيين منهم سليمان ناصيف والمفتي كامل الحسيني لإقناعهم بجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود ولكن حصيلة هذه اللقاءات كانت الفشل الذريع. كان سليمان في السنوات 1920-1922 عضواً في اللجنة الاستشارية لحكومة بريطانيا في فلسطين، ومن الأغنياء والوجهاء وأصحاب النفوذ، غير أنه لم يترك الاهتمام بالأدب حيث كانت له علاقة بجريدة مرآة الشرق.


الحصول على الامتياز:

في عام 1921 منحت بريطانيا سليمان ناصيف امتيازاً لاستغلال ينابيع الحمة المعدنية نظير خدماته الخاصة التي قدمها لها خلال الحرب العالمية الأولى. في ذلك الحين لم تكن في الحمة مبان وحمامات، بل أحواض يرتادها الناس وعرائش مغطاة بالقصب، وبعض البيوت الصغيرة المبنية من حجر وطين(أخشاش) التي بناها بعض الموسرين. بما أنه كان لسليمان في الحمة بستان جميل، لذا عرف عن قرب مزايا مياهها المعدنية وأهميتها الاقتصادية، فأحب أن يستثمر ماله في بناء حمامات عصرية ومرافق في المكان. يبدو أن بريطانيا تلكأت في منح الأراضي الكافية لتنفيذ المشروع. في سنة 1924 حصل سليمان ناصيف ثانية على امتياز لاستغلال ينابيع الحمة لمدة 31 عاماً، وحصل على حوالي 195 دونماً نظير أن يدفع إيجاراً ثابتاً في كل سنة بالإضافة إلى دفعه عشرة بالمائة من ربح الحمامات. في سنة 1925 أوقف الامتياز مؤقتاً، ثم جدد الامتياز في عام 1930. في هذا العام بدأ سليمان ناصيف بتنفيذ مشروع بناء حمامات ومرافق عامة في الحمة، وقد واجهته صعوبات جمة في تثبيت الأمن في المنطقة وبخاصة في مواجهة أبناء القبائل البدوية الذين كانوا يرتادونها للبحث عن العمل في المشروع. لحل هذه المشاكلات قام سليمان ناصيف بتعيين أديب البعيني مديراً للأمن في الحمة، ونجيب سعيد أبو عز الدين مديراً لشؤون المشروع.


أديب البعيني:

ولد في عام 1912 في قرية المزرعة من قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان. تولى الإشراف على الأمن في مشروع حمامات الحمة، فنظم الحراسة حوله، وأبعد المعتدين والمتطفلين عن تلك المنطقة النائية إلى أن انضم إلى سلك الدرك حيث عرف بقوته البدنية وبجرأته النادرة وبشجاعته الفائقة، وقد قيل إن الأمهات كن يخوفن أبناءهن بالغول وبأديب البعيني. يقول السفير حليم سعيد أبو عز الدين اللبناني إن شقيقه نجيب كان قد تولى إدارة مشروع حمامات الحمة المعدنية على الحدود الشامية الفلسطينية لصاحبها سليمان ناصيف من المختارة... ولأن منشآت الشركة كانت محاطة بمئات البدو الذين يريدون العمل فيها بالقوة، فقد تولى أديب البعيني بين السنوات 1933-1936 حراسة منشآت الشركة وأشرف على الأمن فيها: "ذات يوم هجم رجال البدو علينا، وكانوا حوالي 30 بدوياً، وأرادوا تحطيم المنشآت، وفي لمح البصر رأينا أديب البعيني يأتي بعصا غليظة ويهجم بسرعة البرق على هؤلاء فجرح منهم ثلاثة وولى الباقون الأدبار".


تأسيس شركة ينابيع الحمة:

نجح سليمان ناصيف في بناء حمامات عصرية مع مرافقها، وفي إنشاء برك للاستحمام، ناهيك عن أنه شق الطرقات وزرع جوانبها بالورود، وعَبَّدَ الشارع المؤدي إلى الحمة، وزرع الحدائق الجميلة، ونَظَّمَ الأمن. لقد أصبح المكان منتجعاً راقياً يرتاده كثيرون من أهل فلسطين وسورية والأردن بخاصة مرضى الأمراض الجلدية والرعاش. كما أنه زَوَّدَ الوافدين بتذاكر للدخول. بين أيدينا واحدة منها عليها دعاية تحث الناس على زيارة الحمة للاستشفاء من عدة أمراض، وهي الوثيقة الثالثة الملحقة بهذه المقالة. في هذه الفترة قرر سليمان ناصيف إنشاء شركة اسماها "شركة ينابيع الحمة"، وهي شركة مساهمة مكونة من 4000 سهم للأعضاء المؤسسين، تبلغ قيمة كل سهم جنيه فلسطيني واحد وآخر للاحتياط، فلما رأت حكومة الانتداب هذا النجاح الباهر مددت في سنة 1936 مدة الامتياز إلى 45 سنة. في سنة 1937 غادر نجيب سعيد أبو عز الدين الحمة حيث عينته الحكومة البريطانية مستشاراً لها في عدن، كما غادرها أديب البعيني حيث عُيِّنَ رئيساً للدرك في عكار بلبنان، وفي وقت لاحق رئيساً للحرس الوطني اللبناني في عام 1943. كل ذلك يدل على أن الأمن كان مستتباً في الحمة، والأمور تجري على ما يُرام، ولكن لم تكن هناك غرف للنوم، فاضطر المنتجعون إلى المبيت في قرية سمخ، أو مدينة طبرية.


بناء مركز شفاء:

منذ سنة 1939 انقطع سيل المصطافين والمستحمين في حمامات الحمة في أعقاب حالة عدم الاستقرار التي سادت فلسطين والعالم في فترة الحرب العالمية الثانية. لقد حالت الظروف دون وصول الناس بجماهيرهم إلى المكان. عن تلك الفترة العصيبة يقول حاكم اللواء في سنة 1939: " أصبحت الحمة مكاناً لشفاء رجال الحرب المنهكين والجرحى المتهالكين". بعد أن وضعت الحرب أوزارها عاد الناس إلى الحمة بجماهيرهم الغفيرة مما مكن سليمان ناصيف والشركة في عام 1944 من بناء مقهى أو مطعم ومجمع صغير لبيع الحاجيات الضرورية، وخمس وأربعين غرفة مع منافعها للراحة والنوم وقد سميت كل واحدة منها باسم "فيلا". كان ذلك جزءاً من الالتزام بواجبات الامتياز الممنوح له عام 1930. على إثر ذلك قامت حكومة الانتداب بتمديد فترة الامتياز إلى 99 سنة تنتهي في سنة 2029م. في سنة 1945 بني الطابق الأول لمركز "شفاء" الطبي وهو مكون من عشرين غرفة، وفي سنة 1946 بني الطابق الثاني. جاء الناس بجماهيرهم بالقطار من درعا إلى محطة سمخ المركزية في غور الأردن، وبالباصات حيث وصلت باصات يهودية ثلاث إلى أربع مرات يومياً من طبرية والعفولة إلى سمخ، كما وصل باص عربي من الناصرة إلى سمخ يومياً. لقد أصبحت الحمامات مشروعاً ناجحاً يدر الأموال الطائلة. في عام 1946 عرض بعض اليهود على سليمان ناصيف بيع الحمامات والشركة لهم مقابل حصوله على مليون جنيه إسترليني لكنه رفض ذلك رفضاً باتاً. بعد صدور قرار التقسيم عام 1947 توقف اليهود عن زيارة المكان. بقي سليمان ناصيف يدير شؤون حمامات الحمة بنفسه ووسع الاكتتاب فيها. حتى عام 1950 كان لا يزال حياً يرزق. وبعد وفاته أدارت أرملته وداد ناصيف وابنته وصهره الشركة حتى احتلت إسرائيل المكان في حرب حزيران 1967. عندها ظهر رجل الأعمال زئيف سابير، من حيفا، في الحمة الذي قاد السيدة وداد ناصيف وابنته وصهره إلى مدينة القنيطرة، وعاد مطالباً بملكية مركز "شفاء" حيث ادّعى أنه هو الذي مَوَّلَ بناء المشروع عندما أقرض سليمان ناصيف مبلغ 24 ألف جنيه فلسطيني. وعندما سُئل: لماذا لم يدخل شريكاً رسمياً؟ أجاب بأن سليمان ناصيف اشترط موافقة اللجنة العربية العليا على الشراكة. يبدو لنا أن دعوى زئيف سابير باطلة من أصلها إذ أن دائرة أراضي إسرائيل ( القيرن قييمت) رفضتها جملة وتفصيلاً، ولم تمنحه شبراً واحداً في الحمة. هناك من يقول إن حمامات الحمة درزية، ونحن نقول إن الحمة بجميع مرافقها وحماماتها وعمرانها عربية لبني معروف.


وثيقة رقم (1):


نقش على صخرة في الحمة:


صاحب ومؤسس مشروع حمامات الحمة المعدنية سنة 1930 – سليمان بك ناصيف- الشوف- لبنان.

مدير الأمن –أديب البعيني- مزرعة الشوف- لبنان.


وثيقة رقم(2):


أبيات شعر على قبر:


في الجهة الغربية الجنوبية من الحمامات يوجد قبر مكتوب عليه الأبيات التالية:

يا حَمَّةَ اليرموك كنت خرابة مأوى ضوراي الوحش والثعبان

أفرغتُ كل الجهدِ حتى جعلتك مشفى السقيم لبني الإنسان

يا جَنَّةَ اليرموك أرجوكِ الوفا صوني رفاتي طيلة الأزمان

أدعو لكِ بالعزّ مع طول البقاء فادعي لروحي رحمة الرحمن

يثوي سليمان بن ناصيف هنا الله يبقى . كل حَيٍّ فانِ

مَنْ يؤذي قبري من بني الإنسان يؤذيه ربي هوة النيران


في البيت الخامس يرد أن صاحب القبر هو سليمان بن ناصيف، وهو صاحب ومؤسس مشروع حمامات الحمة، الذي كان في عام 1950 لا يزال حيّاً يرزق. بعد حرب 1967 قام رجل الأعمال زئيف سابير بطرد وداد ناصيف أرملة سليمان ناصيف وابنته وصهره إلى القنيطرة المحتلة طمعاً في السيطرة على حمامات الحمة. من الجدير بالذكر أن وداد ناصيف بقيت في القنيطرة حتى عودة المدينة إلى سوريا بعد حرب 1973 مع أحد عشر شخصاً فقط، لذا لقبت بختيارة القنيطرة، وكانت وداد ناصيف ناشطة في الثلاثينيات من القرن الماضي في الحزب السوري القومي، وهي من قرية عين زحلتا من قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان.



وثيقة رقم (3):


إعلان في جريدة اليرموك الصادرة في حيفا في 21 آذار 1926:

لا يخفى الجمهور ومواطنونا الكرام ما للحمامات المعدنية من فوائد.

1) المصاب بالفالج.

2) المصاب بالروماتيزم.

3) المصاب بالأمراض الجوية المزمنة.

4) المبتلى بالجرب.

5) المصاب بالريح.

6) المصاب بالأمراض العصبية.


عليهم بزيارة الحمة. حماماتها مستورة ضمن طلبية على الطراز الحديث. من يغتسل ينال الشفاء التام بإذن الله تعالى. الزوار تتأمن راحتهم تماماً. موجود لوكندة تامة ومطعم للأكل ودكاكين يوجد بها كافة اللوازم.

ثم من يرغب أن يكون منفرداً مع عائلته يجد صواوين يمكنه أن ينصب صيواناً لنفسه. يوجد بها خدمة مختصة لخدمة الزائرين..عربات لنقل أمتعة الزائرين من المحطة إلى الأوتيل والتي(والذي) يبعد عن المحطة دقيقتين فقط. كل ذلك بهمة المتعهد السيد الحاج محمد غرير وأولاده الأدباء(أي المؤدبين) الذين يرى الزائر منهم كل لطف وإنسانية.

أما من جهة الأمن فمستتب تماماً ويوجد هناك نقطة عسكرية وهاتف للمخابرة مع كافة الجهات.



وثيقة رقم (4):


تذكرة للحمة-سمخ-فلسطين من سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي:

تذكرة بوسته

POST CARD

الحمة-سمخ- فلسطين

حمامات الحمة المعدنية الحارة تُشفي الأمراض العصبية الحادة والمزمنة وعرق الانس(النسا) والأمراض الجلدية

عموماً بما فيها القروح المزمنة والبواسير والجذام واللبوس وأمراض الحمى الكلوي والرمل وأكثر أمراض الرحم والمعدة مع تقوية الأعصاب والجسم عموماً. وجوهرة الراديوم الموجودة بكثرة في هذه الينابيع التي لا مثيل لها هي العامل الأكبر لسرعة شفاء هذه الأمراض.


إذا كنت مؤلف هذه  قصه وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

العودة إلى الحمّة
 

شارك بتعليقك

مشاركة د. هاني الصباغ في تاريخ 2 أيار، 2015 #156457

في المقال تناقضات في التواريخ والمحتوى تحتاج الى تصحيح. كما ان معظم المعلومات غير موثقة. على كل حال لا باس بها كمادة اولية عن الحمة ببركها الثلاث : الريح والبلسم والمقلى. ,شكرا