إضافة إلى إنجازات كبيرة على مدار نصف قرن، اعتبرت ترجمة القرآن الكريم إلى الإنجليزية على يد البروفيسور محمد عبد الحليم أرفع إنجاز احتفت به إنجلترا والعالم العربي.

عبد الحليم رئيس مركز الدراسات الإسلامية في جامعة لندن، قدم إلى العاصمة البريطانية من قرية بدلتا النيل في محافظة الشرقية.

حفظ القرآن الكريم، وكان هذا بداية للدراسة في المعهد الديني بالزقازيق أحد معاهد الأزهر، ثم
انتقل بعد ذلك إلى دار العلوم في جامعة القاهرة وحاز المرتبة فعين معيدا في الكلية، ثم أرسل بعد ذلك للدراسة في إنجلترا.

خطوات أولى
منذ خمسين عاما والبروفيسور عبد الحليم يقيم في لندن؛ وفي حلقة (2016/12/7) من برنامج "مغتربون" يستعيد ذكرى خطواته الأولى في جامعة كامبردج التي شكلت مفصلا مهما في حياته، حين قدم إليها طالبا في ظرف سياسي ملتهب عقب العدوان الثلاثي في 1956.

يقول إن التغيير لم يشمل مستقبله العملي بل تفاصيل صغيرة تكوّن نفسية الإنسان وشخصيته، ضاربا مثلا على ذلك بأنه أثناء الدراسة كان يركب الدراجة، بينما كان هذا مستحيلا اجتماعيا لطالب أزهري في مصر.

بقي في كامبردج حتى عام 1971، ثم انتقل إلى جامعة لندن التي يعمل فيها حتى الآن.

بعد أن أمضى سنين طويلة وهو يدرس الأدب العربي في جامعتي كامبردج ولندن، حدث تحول كبير جعله يغير تخصصه إلى تخصص آخر سيكون مقدمة لصدور أهم ترجمة بالإنجليزية للقرآن الكريم.

يقول عبد الحليم إنه بوصفه ابن قرية حافظا للقرآن وجد أن من الأفضل ترك الأدب والتوجه لترجمة القرآن وتدريسه، بعد أن لاحظ كمًّا غير قليل من التشوهات التي يروجها البعض إضافة إلى الترجمات الفقيرة للقرآن الكريم.

ترجمة مقدرة
انكب عبد الحليم على الترجمة لمدة سبع سنوات، وكانت النتيجة مقدرة في الداخل والخارج، واستحق عليها وساما من ملكة بريطانيا.

وأوردت الحلقة كذلك مقتطفا من كلمة للأمير الحسن بن طلال وهو يقول إن "ميزة هذه الترجمة أنها أتت على يد عالم عربي مسلم يعرف معاني القرآن".

المحاضر في كلية إبراهيم، رامون هارفي، يقول إن ترجمة عبد الحليم تتميز بسلاستها الهائلة ووضوح معانيها، مضيفا أنه لإعجابه بطريقة تدريس عبد الحليم قرر أن يدرس الدكتوراه في الدراسات القرآنية تحت إشرافه.

شتفيان شبيرل رئيس قسم اللغويات وثقافة الشرق الأوسط بجامعة لندن يقول إن وجود عبد الحليم من الأسباب التي تدفع الطلاب للقدوم "إلى جامعتنا"، فقد أسس مركز الدراسات الإسلامية وأطلق مجلة دولية بعنوان "مجلة العلوم القرآنية".

تخرجت أجيال تلو أخرى على يدي البروفيسور عبد الحليم، يحمل كل جيل سمات عصر جديد وتغيرات تطال هذا الحقل الدراسي، لكن بقي هذا العربي المصري ركنا ركينا في الصرح الأكاديمي ومثالا للطلاب العرب والأجانب.