إعدام الزعيم الشيعي نمر النمر في السعودية يثير موجة من الغضب
توالت ردود الفعل على إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر، وخرجت مظاهرات في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وفي دولة البحرين المجاورة منددة بإعدامه.
فقد شهدت القطيف، شرقي المملكة العربية السعودية مظاهرة ردد المشاركون فيها هتاف "يسقط آل سعود"، حسب شهود عيان في المنطقة ذات الأغلبية الشيعية.
وكان النمر محرضاً بارزاً على الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها منطقة القطيف، شرقي السعودية، عام 2011.
وقد أعدم مع 47 آخرين، بعد إدانتهم بتهمة الإرهاب.
- إيران
وحذرت إيران السعودية بأنها "ستدفع الثمن غاليا" لإعدامها الزعيم الشيعي نمر النمر.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، بتنفيذ حكم الإعدام، بعدما طالبت بلاده السعودية بالعفو عن النمر.
وقال أنصاري في تصريح لوكالة الإنباء الرسمية إيرنا: "إن الحكومة السعودية تدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفين، ولكنها تواجه المعارضة الداخلية بالقمع والإعدام".
وأضاف أن "السعودية ستدفع الثمن غاليا نتيجة هذه السياسات".
ونشرت تغريدة على صفحة المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي على موقع تويتر تنعى الشيخ النمر مع صورة له.
ونشر موقع المرشد على الانترنت صورة توحي بأن الإعدام يشبه إعدامات تنظيم "الدولة الإسلامية".
ودعت قوات الباسيج، التي تتكون من طلبة الجامعات، ومرتبطة بالحرس الثوري، إلى مظاهرات الأحد أمام السفارة السعودية في طهران.
- لبنان
وفي لبنان، وصف المجلس الشيعي الإعدام بأنه "خطأ فادح".
وأدان حزب الله اللبناني إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي، الذي وصفه بأنه عملية اغتيال، ودعا العالم إلى إدانته.
- السعودية
وبينما خرج المتظاهرون في القطيف، حذر محمد النمر، شقيق الزعيم الشيعي، من أن إعدام نمر النمر قد يثير غضب شباب الشيعة في السعودية، لكنه دعا إلى الهدوء وإلى "الاحتجاج سلمياً".
وقال: "نرفض العنف والمواجهة مع السلطات، مثلما كان الشهيد يرفض ذلك".
لكن مفتي السعودية دافع عن إعدام 47 شخصا، ووصفه بأنه موافق للشريعة الإسلامية، وضرورة لحماية أمن المملكة.
وقال عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ "إن تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الإرهابيين رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفاً للشر عنهم ومنع الفوضى في صفوفهم".
- العراق
وفي العراق أدان رئيس الوزراء حيدر العبادي الإعدام. وقال رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، إن مقتل النمر سيؤدي الى الإطاحة بالعائلة المالكة التي تحكم السعودية.
ودعا الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، إلى مظاهرات غضب، ولكنه قال لا بد أن تكون الاحتجاجات سلمية.
كما وصف قائد كتائب حزب الله في العراق، أبو مهدي المهندس، إعدام نمر النمر بأنه "جريمة".
وقال في تصريح لقناة العهد التلفزيونية، التي تملكها جماعة عصائب الحق، إن "إعدام الشيخ النمر جريمة تضاف إلى جرائم آل سعود".
- البحرين
وفي البحرين، استعملت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق عشرات المحتجين على إعدام نمر النمر، في السعودية.
ورفع المتظاهرون صور النمر في وجه قوات الأمن بمنطقة ذات أغلبية شيعية، غربي العاصمة المنامة.
وأفادت تقارير بخروج مظاهرات في اليمن وباكستان وكشمير.
ونفذت الإعدامات متزامنة في 12 موقعا من السعودية، وكان من بين المحكوم عليهم مواطن من تشاد، وآخر مصري، فضلا عن سعوديين.
وعلمت بي بي سي أن من بينهم أيضا رجل أدين بالضلوع في هجوم قتل فيه المصور، سايمون كيبرز، الذي كان في مهمة لبي بي سي، عام 2004.
فقد أدين عادل الضبيطي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، لدوره في العديد من هجمات تنظيم القاعدة، من بينها هجوم الرياض الذي أصيب فيه مراسل بي بي سي، فرانك غاردنر، إصابة بليغة.
ووصفت منظمة "ريبريف" لحقوق الإنسان الإعدام بأنه "فظيع"، على الأقل بالنسبة للذين أعدموا في قضايا تتعلق بالاحتجاجات السياسية، من بينهم نمر النمر.
كان الشيخ النمر رجل دين بارز، عبرعلنا عن شعور الأقلية الشيعية في السعودية، التي ترى نفسها مهملة وضحية للتمييز. وكان ناشطا في مطالبته بحقوقها.
وقد كان متوقعا اصطدام طهران، التي احتجت السعودية على تصريحات المسؤولين فيها، مع الرياض بشأن معاملة الشيخ النمر.
يذكر أن إيران نبهت إلى ضرورة عدم تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر عليه. لكن السعودية قلقة من تنامي نفوذ إيران في سورية والعراق ومناطق عربية أخرى.
ولذلك، لم يكن مفاجئا أن أصرت السعودية على عدم الرضوخ للمطالب الإيرانية في قضية شديدة الحساسية.