رئيس مجلس الإدارة : عبدالمحسن سلامة
رئيس التحرير : خالد فؤاد حبيب

محمد نور: عزفت في فرقة كاظم الساهر وسميرة سعيد..وبدأت مشواري من الكازينوهات

14 يناير 2019
كريم كمال

يتخيل البعض أن حياة المشاهير قد تكون سهلة، وأن هناك من مهد لهم الطريق السريع للشهرة والمال، إلا أن هذا ليس صحيحا طوال الوقت، فهناك من يبدأ الطريق في ظروف أصعب من التي يعيشها الكثيرون، إلا أنهم بالاجتهاد والتفوق والموهبة سدوا ثغرات اليأس ووصلوا إلى قلوب الملايين، واحد من هؤلاء هوالنجم محمد نورالذي كان لنا معه الحوارالتالي..


علمنا أن مسارك المهني لم يبدأ من الغناء، فكيف بدأت؟
دخلت الكونسرفتوار قسم آلة الكمانجا وكان كل تخطيطي لحياتي أني أتخرج منه كعازف لهذه الآلة، وعمري ما تخيلت أنني في يوم من الأيام سوف أكون مغنيا، وبالفعل عملت كعازف محترف حيث عزفت في حفلات كبرى في دول متعددة ولنجوم كبار مثل كاظم الساهروأحلام وسميرة سعيد ولطيفة.
إذن كيف تحولت من العزف إلى الغناء؟
وفكرة الغناء أتت بالصدفة البحتة، حينما شاركت في حفل للشاب خالد ورشيد وفضيل في التسعينات، وهو الحفل الشهير الذي غنوا فيه أغنية "عبد القادر" فكنت أول عازف يجلس خلفهم في هذا الحفل، والأغرب أنني حينما جاء لي عرض العزف في هذا الحفل لم أكن أعلم أنه سيكون بهذه الضخامة حيث حضرها 250 ألف متفرج، ولم أكن أعلم حتى من الذي سوف يحيي هذه الحفلة، ولم أتوقع أنه سينجح بهذا الشكل، ولم أكن أخطط قبله أن أقوم بتأسيس فريق واما.


وكيف تأسست واما؟
 وبعد الحفل رجعت من فرنسا ومعي فكرة الفريق، واقترحت على صديقي أحمد فهمي أن نقوم بتأسيس فرقة موسيقية، وكان الهدف وقتها أن يكون الفريق شيئاً نسلي به أنفسنا وليس مشروعاً تجارياً، حتى تم استضافتنا سلمى الشماع في التليفزيون المصري، وبعدها اقترح علينا طارق العريان تكوين فريق واما وقدمنا أول أغنية وهي "ياليل" وبعد نجاحها أنتج لنا الألبوم الأول وأصبحنا أشهر فرقة موسيقية في ذلك التوقيت.

لدينا اهتمام بمعرفة تفاصيل ما قبل الشهرة؟
قبل "واما" عشت مع فهمي مرحلة صعبة جدا، حيث كانت إمكانياتنا المادية محدودة، فأتذكر أننا كنا نخرج من المعهد لنمشي شارع الهرم بأكمله حتى نصل إلى محطة الجيزة لنركب أتوبيس حدائق القبة ورقمه 777 بشرطة، لأن قيمة تذكرته 10 قروش، وذلك بالرغم أن هناك أتوبيساً آخر يتحرك من الهرم إلى حدائق القبة مباشرة ولم نكن نركبه لأن قيمة تذكرته 25 قرشا ولكننا لم نكن نملك ثمن التذكرة.

وماذا كان حلمك في هذا التوقيت؟
كان حلمي بسيطا جدا، وهو أن أركب الأتوبيس من أمام باب المعهد، حيث إن حالتنا كانت صعبة وكان كل منا يمسك الكامنجا في يد وشنطة الكتب باليد الأخرى ونقف بهما على سلم الأتوبيس المزدحم بالركاب، وبالرغم من ذلك عمرنا ما نظرنا لأحد، أو لمن كانت إمكانيته المادية أفضل حالا، وكان لدينا هدف نريد الوصول إليه، وكنا متفوقين جدا في الدراسة، وتخرجنا من أوائل المعهد.

وكيف كنت تلبي مصاريفك في ظل هذه الظروف المادية الصعبة؟
من إحياء الحفلات كعازف، وأول حفل عزفت فيه كنت في المرحلة الإعدادية وكان مصروفي 25 قرشا في اليوم، وجاء لي عرض أن أعزف في حفل من خلال أحد أصدقائي اسمه مدحت خميس هو موزع مشهور حاليا، وأعطاني موعد في ميدان التحرير الساعة الثانية والنصف، فذهبت في الموعد ولم يأت صديقي إلا الساعة الرابعة، وحينما سألته عن سبب التأخير قال لي: إن الساعة 2 ونصف عند المزيكاتية معناها تيجي الساعة 3أو4.

هل كانت هناك صدمات في التعامل مع أجواء الحفلات في هذا السن الصغير؟
بالتأكيد، كنت وقتها قد تعودت على العزف في الاوركسترا فوجدته يأخذني إلى كازينو الجندول في الهرم، وكنت مستغرب الأجواء هناك، وأول سؤال سألته هو فين المايسترو؟ فوجدتهم يقولون لي :هنا مفيش حاجة اسمها مايسترو اسمه "الشيف" وعزفت وراء مطربة اسمها "سهام" وكانت الفرقة تقول اسمها بين مقطع موسيقي وآخر، فكانت أجواء صعبة ولكني كنت سعيدا جدا حينما قبضت آخر الحفل 20 جنيها، وكان هناك حفل آخر الساعة السادسة صباحا، فرجعت بيتي يومها وفي جيبي 40 جنيها في أول مرة أعمل فيها فلوس في حياتي.

وكيف تغير الحال بعد "واما"؟
بعد "واما" جاءت الفلوس فجأة، ولكن تعبنا في الأيام الصعبة مما جعلنا نقدر قيمة النجاح والشهرة، فأصبحت حريصا على إحياء حفلات في أماكن محترمة، والاهتمام بكافة تفاصيل عملي البعيدة حتى عن فكرة الغناء مثل المظهر والملابس واللياقة البدنية.

ولكنك سريعا انفصلت عن واما بألبوم منفصل.. فما السبب؟
لم يكن انفصالا، فبعد ثاني ألبوم لواما "يا غالي عاليا" عام 2005 قدمت أول ألبوم منفرد لي، وكان هذا بالصدفة حينما أقترح علي طارق العريان أن أفعل ذلك ووقتها قلت له :إن باقي أعضاء الفريق قد يضايقهم ذلك، ولكنه أكد لي أن الألبوم الثاني لواما أمامه وقت طويل ويمكنني استغلال هذا الوقت في عمل ألبوم خاص، وخضت التجربة بالفعل وسجلت ألبوم "نور عينيك" عام 2006 وقام طارق العريان بعرضه على جمال مروان صاحب شركة ميلودي فأعجب به فقام بمشاركة نجيب ساويرس وافتتحا شركة ميلودي بسبب هذا الألبوم.

وكيف تلقيت ردود الأفعال جماهيريا؟
نجح هذا الألبوم نجاحا كبيرا لدرجة لم أتوقعها، سواء داخل مصرأو في الدول العربية، وكان حفل توقيع الألبوم كاد أن يتسبب في مشاكل كثيرة بسبب ازدحام الجمهور برغم أنه لم يكن معلنا عن موعده من قبل ولم تكن وقتها وسائل التواصل الاجتماعي بنفس القوة الموجودة عليها حاليا.


كيف ترجم هذا النجاح على العروض التي تقدمت لك بعد ذلك؟
أتى لي بعدها فيلمان اعتذرت عنهما وقررت التركيز في الغناء فقدمت ألبوم "واحشك أوي" عام 2007، وبعدها عدت لواما وقدمنا ألبوم "رايحة جاية" عام 2010 وكان وقتها الناس قد اعتقدت أن الفريق قد انفصل خصوصا بعدما قدم فهمي ألبوما منفردا مع شركة ميلودي أيضا بخلاف مشاركته في عدة أفلام مثل "خليج نعمة" وقام نادر حمدي بتوزيع العديد من الألبومات لنجوم كبار مثل عمرو دياب، وشارك أحمد الشامي في بطولة فيلم "الأكاديمية" ثم عادت واما مرة أخرى بألبوم جديد، ونجح الألبوم نجاحا كبيرا جعل واما مطلوبة مرة أخرى في الحفلات.


ولكنك عدت لتخوض تجربة تمثيل أمام مي عز الدين، فكيف أتت تلك الفرصة؟
كان ذلك بعد أن قدمت ألبوم "مع نفسي" عام 2011 فخضت تجربة التمثيل عام 2012، حيث أتصل بي السبكي وعرض علي فكرة فيلم "جيم أوفر"، وكنت معترضا على فكرة التمثيل ولكن السبكي قال لي إنها ستكون تجربة مفيدة بالنسبة لي، خصوصا أنني سأشارك يسرا ومي عز الدين، وأن اسمي سيكون ثاني اسم على التتر بعد يسرا، وأن قصة الفيلم خفيفة ولا تحتاج إلى مجهود كبير، أو ظهورمبالغ فيه أمام الكاميرا.


هل هذا ما جعلك تخوض التجربة مرة أخرى من خلال مسلسل درامي؟
نعم، فبعد أن قدمت ألبوم "حلوة الأيام" 2014 وفي نفس العام خضت ثاني تجربة في مجال التمثيل حيث قدمت مسلسل "دوائر الحب" وهو مسلسل قائم على مجموعة من العلاقات الاجتماعية المختلفة، وخضت التجربة بعد أن وفرت لي الشركة المنتجة كافة متطلباتي والتي كانت تتعلق بعمل أغنيتي البداية والنهاية بمشاركة المطرب آدم، وأغنية وسط المسلسل، وهذا لأنني أرى نفسي بالأساس مطربا وليس ممثلا.


لدى ابنك عمر عدة مواهب منها الغناء والتمثيل والرقص، كيف ترى ذلك؟
عمرابني شاركني مؤخرا في عدة حفلات، وكان اللافت للنظر أنه لم يخف من فكرة الغناء أمام هذا الكم الهائل من الجمهور، فهو كان له عدة مشاركات في حفلات لي قبل ذلك أو حفلات فريق واما، ولكن كان عدد الجمهور أقل من ذلك، فهو مهووس بالفن والغناء وكثيرا ما يقلدني على المسرح، وكان أغرب طلب طلبه مني هو أن يشاركني تصوير كليب، حيث كنت أصور أغنية "حلوة الأيام" وكان كثيرا ما يغنيها، وقام أحد أصدقائي بتصويره أثناء الغناء، فوجدته يطلب مني أن "أستجدع معاه" وأضع هذا المقطع في نهاية الكليب، ووافقت على الفكرة، فاستقبلها الناس بشكل جيد، وبعدها قدم عمر دورا في فيلم ”الباب يفوت أمل” مع شريف سلامة ودرة وإخراج أحمد البندارى، ثم قدم مؤخرا فيلم ”نص جوازة” لنبيل عيسى ورحمة حسن ومصطفى أبو سريع.


هل تفكر في أن يجمعكما عمل سويا؟
نعم، فهو يستعد حاليا عمر لمشاركتي في تجربة تمثيلية جديدة، وهو فيلم ”حفيد تيته”، وهو فيلم كوميدي به عدة أغاني منها أغنية ”مش بالسنين” وأغنية شعبية هي ”بحبك حب جامد” أغنيها في الإطار الكوميدي للأحداث.


وماذا عن مشاريعك الأخرى بعد طرحك لألبومك الأخير"مسا مسا"؟
أركز خلال هذه الفترة على الفيلم ليعيدني إلى السينما بشكل جيد، كما استعد لتجربة تقديم البرامج التلفزيونية، حيث أقدم برنامج فني مع المطرب اللبناني "آدم" ومن جانب آخر سوف أحيي مجموعة من الحفلات بمصر الدول العربية تخص ألبومي الجديد، ونحضر لألبوم واما الجديد.

الاكثر قراءة