الحسين في الترانيم المسيحية .. تحريف كارثي


 

موقع الإمام الشيرازي

 

"حسيناه" حولوها إلى "أوصنا"

بين يدي بعض الترانيم المسيحية واليهودية والترانيم عادة ما تكون تضرعات أو شبه الأدعية التي فيها التوسلات إلى الرب الله أو الالتماس من المقدسين أن يُفيضوا على المتوسل أو الداعي من بركاتهم. وأغلب هذه الترانيم مقتبس من الكتاب المقدس.

في التضرعات اليهودية يظهر حاخام يهودي وهو يقرأ بعض الترانيم من التوراة، ويتوسل بإسم واضح لا غبار عليه فيقول: (هيكومن تكنيمن بِخلّو محمد زيديدو زرعينم روشلاند بمحمد بمحمد بمحمد). طبعا الرابط موجود عندي.

وهذا النص تعرض إلى تشويه في الطبعات العربية، قارنت بين النصين في العبري، ثم العربي. فوجدت أن المسألة لا يُمكن السكوت عنها.

النص العبري الذي كله وصف لشخص مقدس جداً سوف يأتي في المستقبل، وفي هذا النص يصفه الرب بأوصاف جداً رائعة، فيقول في سفر نشيد الأنشاد 5 :10 ((حبيبي أبيض وأحمر. رأسه ذهب إبريز خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية. شفتاه سوسن تقطران مراً مائعاً. يداه حلقتان من ذهب، مرصعتان بالزبرجد حلقه حلاوة هذا هو محمد هذا حبيبي، وهذا خليلي، يا بنات أورشليم)).

النص بالعبري: ((מתיקות גרון זה הוא מוחמד יקירי זה, זה חלילי, בנות O בירושלים)). تظهر فيه كلمة محمد واضحة، ولكننا لو جئنا إلى النص العربي نراه ينقلب، ويتم حذف إسم محمد، ووضع بدلاً عنه كلمة مبهمة (كلهُ مشتهيات).

وهذا هوالنص بالعربي في نفس الإصحاح والرقم: ((حبيبي أبيض وأحمر. رأسه ذهب إبريز خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية. شفتاه سوسن تقطران مرا مائعا. يداه حلقتان من ذهب، مرصعتان بالزبرجد حلقه حلاوة (وكله مشتهيات) هذا حبيبي، وهذا خليلي، يا بنات أورشليم)).

وما أريد ان أقوله بالضبط، خصوصاً وأن هذه الأيام عند فئة كبيرة من المسلمين هي أيام مقدسة وحزينة، ولابد من ذكر بعض المظالم التي تعرض لها أحفاد نبي الإسلام عليه البركات، ليس من المسلمين لا. بل حتى من غير المسلمين، والسبب هو الحسد الذي يوغر في الصدور.

هناك أشياء في هذا العالم لا يغفرها لا الرب ولا الإنسان ولا التاريخ، وسيبقى ضمير الإنسانية معذب، ما لم يرجع الحق إلى مكانه.

التحريف الحاصل بحق المقدسين من آل بيت نبي الإسلام المقدس، لا يُصدقه عقل أبداً، أنا منذ مدة صامتة لفداحة ما وجدته وعرفته، وذلك لاكتشافي أن إسم الحسين مذكور نصاً في الكتاب المقدس، وخصوصاً في قسم التراتيل الدينية، وتم صياغته على شكل ترتيل ديني جميل عندما يصل المتضرع إلى الذروة، يصرخ (حسيناه)، وقديماً كان الكثير من الآباء المقدسين يتضرعون باسم الحسين، لكونه عظيماً في السماء بتضحيته، وقد عثرت عليه في أقدم نسخة للتوراة والإنجيل، تذكره بالإسم في قسم استغاثة الخاطئ، فيستغيثون باسمه (حسين) .

وعندما بحثت في أرشيف الترانيم القديمة، وجدت الكثير من الترانيم التي تذكر الحسين والتي يتضرعون فيها للرب أن يغفر لهم بحق (الحسين).

ولكن الذي أحزنني كثيراً وآلمني، هو أنهم يترجموها (أوصنا خلصنا بدلاً من حسيناه)، وقد اختاروا هذه الكلمة بعناية شديدة لأنها مشابهة لكلمة (حسيناه) في اللفظ وفي الكتابة أيضاً، وهذا من الغباء الفاضح، لأن أوصنا فعل، وحسين اسم، فكيف يتم تغيير الإسم إلى فعل.

إضافة إلى أن كلمة (Hosanna) لا علاقة لها بـ(خلصنا) إطلاقاً، بل هي تأت على شكل توصية (أوصنا).

ثم بحثت في أرشيف الترانيم لأحد الكنائس الرئيسية، فوجدت أن الترانيم القديمة تم تحديثها على هذا الأساس فكل الترانيم، التي شحنوا بها الإنترنت وأرشيفاتهم، أصبحت فيها (أوصنا، أو خلصنا) بدلاً من (حسيناه) وإليك واحدة منها تمعن في النص الإنكليزي ماذا مكتوب، ثم انظر إلى الترجمة التي قامت بها كنائس الشرق.

طبعا كتب لي الأخ (Sleman Bools) سليمان بولص يقول: ((هوسانا بالأجنبية أصل الكلمة هو أوشعنا بالآرامية، وفي ترانيمنا ((أوشعنا بامراومه أوشعنا لاوريه د داود بريخ ديثا واثيه بشميه د ماريا)). والترجمة للعربية المجد في العلا، المجد لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب)). صحيح أنه حذف الفعل وأرجع الإسم، ولكنه جعله ابن داود، أي (يسوع المسيح). يعني المسألة تحتاج شجاعة لا أكثر.

سيعترض الكثير من فطاحل التحريف، وتقوم قيامتهم، وهم بارعون في ليّ النصوص، وهذا من حقهم، لأن ما اكتبه يُخيفهم، وهم يعرفون أن هناك المزيد.

ملاحظة: ليس من حقنا أن نلوم المسيحيين على هذا الفعل، خصوصاً وأن المسلمين أيضاً يحذفون اسم القديس الحسين، وهذا ما تعرض له فيديو أنشودة (يا طيبة) الإندونيسية التي تُمجّد بعلي والحسن والحسين. والتي يقول فيها: (يا علي بن أبي طالب منكمُ نطلب الرغائب، عندكم أفضل الغلمانا، ثم يتوسل بالحسن والحسين ويقول: أسيادي الحسن والحسين، أنتم للنبي قرة عين، يا شباب الجنتين جدكم صاحب القرآنا)، فقام الحاسدون من بعض المذاهب بحذف علي وولديه، ووضع مكانها كلمات طائفية، لم يُنزل الرب بها سلطاناً وهي كما يلي:

الإنشودة أندونيسية باللغة العربية لفرقة سينتا رسول (Cinta Rasul).

نص نشيد "يا طيبة" الأصلي:

يا طيبة يا طيبة يا دوا العيانا *** إشـتـقنا لك والهـوا نادانـا

يا علي يا بـن أبي طالب *** منكمُ مصدر المواهب

يا ترى هل يرى لي حاجب *** عندكم أفضل الغلمانا

أسيادي الحسن والحسين *** إلى النبي قرة عيني

يا شباب الجنتين  *** جدكم صاحب القرآنا

 

* من مقال لـ إيزابيل بنيامين ماما آشوري

عراقية مسيحية، باحثة في اللاهوت، تقيم في كندا

4/ صفر الخير/1437