خطر الترجمة الفورية المغلوطة في تحريف الحقائق السياسية “خطاب الرئيس المصري السابق “محمد مرسي” في طهران 2012 أنموذجا”
ليلى لعيمش
(الجزائر – عنابة)
الملخص
يعرف الأستاذ “شحادة الخوري” الترجمة الفورية على أنها الترجمة التي تتم شفوياً تلبية لاحتياجات التفاىم بين المتكلمين بلغات مختلفة. وىي من أصعب أنواع الترجمة الشفهية نظراً لأنها الوحيدة التي تقتصر على استخدام المترجم لحاسة السمع فقط، بينما الأخرى يتم فيهن استخدام البصر والسمع واللمس أو اثنتين منهما على الأقل. وفي ىذا النوع من الترجمة يجد المترجم نفسو بحضرة رجل حي يفكر ويتحدث ، وىذا ما يطلب منو أن ينقلو. وإن المسافة بين المترجم الشفهي والحديث ىي أقرب بكثير من المسافة بين المترجم الكتابي والنص. ويعد عنصر الوقت التحدي الأكبر أمام المترجم في ىذا النوع من الترجمة، فلا فسحة لو أثناء خطاب المتحدث لكي يحلل ويرتب أفكاره أو يستنتج ولا حتى أن يطمح إلى تنميق الأسلوب، لذا فهي أصعب أنواع الترجمة الشفهية كما ذكر آنفا. ولأنها كذلك فإن محاذيرىا كثيرة، وهي أيضا سلاح ذو حدين، فإن كانت مغلوطة وحادت عن الأصل فإن خطرها محدق بعملية النقل برمتها فهي تجهز على الخطابات السياسية وتحرف ما فيها من حقائق سياسية ومواقف رسمية للدول، خاصة إن كانت هذه الخطابات من العيار الثقيل وذات صبغة دولية تخاطب الرأي العام العالمي والمحلي في الوقت نفسه.
وفي مداخلتنا هذه ارتأينا أن نتناول مثالا صارخا عن هذا التحريف، ويتعلق الأمر بخطاب الرئيس المصري السابق “محمد مرسي” الذي ألقاه في قمة حركة عدم الانحياز المنعقدة بطهران (أوت 2012). وقد أثار تحريف هذا الخطاب في مواضع عدة ضجة كبيرة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية. ولعل استبدال اسم “سوريا” ب “البحرين” في سياق الحديث عن الأزمة السورية كان أبرز ما أفرزه التحريف نظرا لحساسية القضية وتداعياتها السياسية الإقليمية في المنطقة، وغير ذلك من الحقائق والمواقف التي لنا فيها تفصيل في هذه الورقة البحثية.