نبات شتوي عشبي شوكي معمر ينمو في أماكن معينة من الأراضي البور وفي قمم الجبال خاصة التي كان الأتراك العثمانيون قد أقاموا معسكراتهم فيها وقد يصل إرتفاع هذا النبات إلى أقل من نصف متر أما ساقه فسميكة وتتفرع من أسفلها أوراق كبيرة جلدية سميكة عروقها بارزة وحوافها مسننة وبها أشواك قوية وحادة وهو نبات متفرع ينتهي كل فرع منه برأس على شكل زهرة سميكة لحمية بيضاوية لونها أصفر بني محاطة بأشواك تسمى بيضة العكوب وهي الجزء المفضل في هذا النبات وإذا غابت هذه البيضة فتؤخذ عروقه بدلاً منها!.
وللحصول على هذا النبات ما عليك إلا أن تصل إلى أماكن تواجده أولاً وهذه الأماكن في العادة تكون بعيدة ومعك فأس أو مجرفة لقطعه من الأرض وبحذر شديد من أشواكه الحادة وتعود به إلى البيت حيث يحلق له بالمقص ثم ينظف من أشواكه بالسكين وتجمع بيوضه وعروقه ولا بد من الإشارة هنا إلى أن عملية تنظيفه من الشوك عملية متعبة جداً وتحتاج إلى مهارة وتدريب لا يتقنها معظم الناس.
ومن يحصل عليه منظفاً عليه أن يطبخه في الحال لأنه لو ترك ليوم آخر فإن أشواكه تعود مرة ثانية وعندها يحتاج إلى تنظيف آخر وبعد الحصول على بيوضه وسيقانه منظفة تطبخ مع اللحم كما تطبخ باقي الخضروات الأخرى وقد يضاف إليه اللبن أو تقلى هذه السيقان والبيوض مع بيض الدجاج وقد تضاف بيوضه إلى المقلوبة والمفتول أو يصنع منها شوربة لذيذة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذا النبات وافد علينا من تركيا ففي الحرب العالمية الأولى كان الأتراك يحملون أسلحتهم على الجمال وهذا النبات هو الطعام المفضل لها ولا تسطتيع معدة الجمل أن تهضم بذوره فتخرج مع برازه سليمة قابلة للنمو مرة أخرى لهذا يكون أماكن تواجد هذا النبات في الأماكن التي أقام الأتراك معسكراتهم في الأردن وفلسطين لهذا فوجود هذا النبات يعتبر مؤشر على وجود لتي عسكر الأتراك فيها.
نبات عشبي معمر جذاب عديد التفرعات سيقانه زاحفة أو قائمة عليها شعيرات صغيرة تحيط بالأعصان أوراقه معنقة قرصية الشكل حوافها مسننة أزهاره زهرية اللون وبها عروق غامقة وينمو هذا النبات على جوانب الطرق وفي الأرض البور وفي البساتين والحقول المزروعة ذات التربة الحمراء الثقيلة تجمع أوراقه مع أعناقها الطرية الغضة ثم تفرم فرماً ناعماً ويضاف إليها البصل وزيت الزيتون وقليل من الملح وتوضع على النار حتى تنضج ثم تقدم لتؤكل مع البصل الأخضر والزيتون والفلفل الأخضر.
تعتبر أكلة الخبيزة من الأكلات السهلة المحببة لجميع أفراد الشعب الفلسطيني حتى أن هذه الأكلة كانت قد رافقتهم في حلهم وترحالهم فهاجرت مع من كانوا قد هاجروا من فلسطين إلى كل بلاد العالم وأصبحت أكلة الخبيزة هي التي تذكر الفلسطينين بأمهاتهم في المهجر ومن الجدير بالذكر أن أكلتا الخبيزة والملوخية لم تكن موجودتان في البلاد العربية قبل هجرة الفلسطينيين إليها فأخذ بعض من العرب يتندرون على الفلسطينيين بهما إلى أن جربوهما وأصبحتا من الأكلات العربية المشهورة.
نبات الخرفيش هو من النباتات الشتوية الشوكية الحولية تحمله ساق سميكة جداً تبدأ أغصانه في التفرع من أسفل الساق إلى أعلاه وتستمر هذه الأغصان في هذا التفرع إلى النهاية أما أوراق هذا النبات فكبيرة الحجم جلدية الملمس سميكة الحجم عروقها بارزة حوافها مسننة ملتوية وعلى حوافها أشواك قوية حادة وقد يصل إرتفاع هذا النبات إلى أكثر من متر عن سطح الأرض وذلك حسب خصوبة التربة الموجود فيها.
ينمو هذا النبات في الأراضي البور وعلى جوانب الطرق والشوارع وفوق السلاسل والرجوم في الجبال والهضاب كما أنه ينمو في البيوت المهجورة وفي الخرائب وكلما إرتفع هذا النبات عن الأرض أكثر كلما صغرت أوراقه أكثر لتصبح في النهاية أشواكاً حادة قوية تحرس أزهاراً جميلة جداً وعندما تجف هذه الأزهار يكون بداخلها بذوراً صغيرة سوداء كبذور نبات السمسم تتغذى عليها الطيور والعصافير في فصل الصيف بعد أن ينتهي موسم التين والعنب المفضل لديها.
وكان لهذا النبات مكانة عظيمة في ذاكرة الطفولة الفلسطينية فعندما تجف سيقانه في فصل الصيف ويأتي عليها فصل الشتاء تتكون في هذه السيقان دودة تحبها معظم العصافير والطيور البرية الأخرى فيأتي الأطفال ويستخرجونها من هذه السيقان ويضعوها في فخاخهم طعماً لهذه الطيور وما أن تراها طيور السمن والخضر والسود حتى تهجم عليها لتأكلها فتجد نفسها قد وقعت في الفخ لتكون وجبة دسمة لهم لتخفف عنهم برودة فصل الشتاء.
أما ما يؤكل من هذا النبات فسيقانه فقط وهي طازجة وطرية بعد قطعها بأداة حادة بحذر شديد من الشوك الذي تحمله ثم تنظف من الأوراق والأغصان الصغيرة وبعد غسلها بالماء جيداً وهي طازجة وطرية وغضة وعندما تجف أزهار هذا النبات تنتشر البذور التي بداخلها في المكان الموجود فيه هذا النبات لتنمو مرة أخرى في الموسم القادم وقد تأخذها الرياح أو تجرفها مياه الأمطار إلى أمكنة بعيدة عن مكان تواجدها ومن الجدير بالذكر أن هذا النبات هو الطعام المفضل للجمال ويقال أن بذوره تفيد في علاج مرضى السكري.
نبات القُرّيص هو نبات عشبي حوْلي له أوراق كثيفة مُعنّقة ولا يزيد ارتفاع هذا النبات عن نصف متر ويغطي أوراقه شعيرات تُحدث تهيجاً للجلد عند ملامستها،وقد يصل ارتفاعه إلى المتر تقريباً في بعض الأحيان ويعتمد هذا على خصوبة الأرض التي ينمو فيها، ولهذا النبات سيقان مضلّعة تحمل أوراقاً بيضاوية رمحية حوافّها مسننة متماثلة تنتهي بأشواك حادة تغرسها في من يلامسها وله أزهار صغيرة جداً رائحتها قوية عطرية.
ينمو هذا النبات في الأراضي الرطبة الحارة وخاصة على أكتاف الطرق وبين البيوت القديمة وعلى جوانبها، كما يتكاثر بالبذور وتُؤكل سيقانه وهي طرية فقط بعد نزع الأوراق الشائكة عنها ولكن بحذر شديد. هذا النبات يخاف منه الأطفال الصغار ويتجنبه الكبار لأن لسعته تشبه لسعة الإبرة وما أن ينتهي موسمه حتى تسقط بذوره على الأرض لتنمو مرة ثانية في الموسم القادم. ومن الجدير بالذكر أنه يوجد نوع آخر من القريص يسمى قُرّيص الجمال لا يؤكل منه شيئ.
نبات اللوف هو من النباتات العشبية البرية المعمرة التي تنمو في أوائل فصل الشتاء وتزهر في نهاية فصل الربيع وتؤخذ منه أوراقه فقط دون عروقها لتؤكل بعد طبخها وهذه الأوراق تكون كبيرة الحجم والمساحة طويلة ومعنقة لامعة ملساء يتخللها عروق صغيرة تنتشر في جميع أنحاء الورقة وكل ورقة منها يحملها عنق طويل يتناسب مع حجمها وتعلو هذه الأوراق فوق بعضها البعض وتشكل في مجموعها بقعة خضراء تتسع أحياناً حسب مكان وجودها!.
وينمو هذا النبات في الأراضي الجبلية أكثر من الأراضي السهلية فهو ينمو في الأماكن الوعرة وبين الصخور وفوق الرجوم وفي الشعاب وعلى أطراف الودبان وفي الأراضي البور بين الحشائش والأعشاب ويتكاثر هذا النبات بالأبصال ولا تؤكل أوراق اللوف التي تنمو داخل القرية أو في محيطها فقد قيل عنه في الماضي أن اللوف الذي يسمع الآذان يطرش الإنسان!وتكون أزهاره على شكل قضبان بنفسجية رائحتها كريهة جداً ولها ملمس ناعم يترك لونه البنفسجي على كل من يلمسه!.
ومن طريف القول أن هذا النبات هو النبات الوحيد الذي يأكله الإنسان ولا تأكله الحيوانات على إختلاف أنواعها لأنها تعتبر نبتة سامة وبها مادة تعقد اللسان أي أنها قد تسبب لمن يأكلها شللاً في اللسان!فمن يأكل من أوراقه النيئة لا يستطيع التحدث بعدها لأنها تعقد لسانه!لهذا يجب إزالة كل العروق الموجودة في داخل هذه الأوراق الخضراء التي يمكن إزالتها قبل غسلها وفرمها وطبخها.
ويجب أن يتم طبخ أوراق اللوف هذه على نار هادئة لمدة تسع ساعات على الأقل لهذا فليس كل إمرأة تستطيع طبخه بل هناك نساء خبيرات بذلك وما علينا في هذه الأيام إلا أن نترحم على أمهاتنا وجداتنا بعد أن إستطعن تحويل هذه النبتة السامة إلى نبتة تطبخ وتؤكل!أما طريقة طبخه فبعد أن تجمع أوراقه تسحب منها كل العروق ثم تغسل جيداً وتطبخ مع اللحمة أو بدونها كما يطبخ نبات السبانخ.
ولطبيخ اللوف طعم حاد مميز لمن يأكله فهو ينمنم الفم ولا يتحمله الأطفال ولا الكثير من الكبار!ومثل هذا الطعم المميز يُخزن في ذاكرة كل من يأكله لأول مرة فقد يعود له وقد لا يعود!وقد تطبخ أوراقه مع حبيبات صغيرة من العجين عندها تسمى هذه الأكلة (بحبوثة) وقد تطبخ أوراقه مع كرات صغيرة من العجين وتسمى هذه الأكلة (جعاجبر) وقد تجفف أوراقه التي تزيد عن الحاجة وتخزن للأيام القادمة ويقال عن نبات اللوف أن فيه شفاء لبعض الأمراض المستعصية.
نبات الزعمطوط أو (ورق الزوزو) كما يحب البعض أن يسميه هو نبات عشبي حولي مُعمّر يتفرع من درنة أرضية كبيرة الحجم كدرنة نبات البطاطا لكنها داكنة في لونها وملمسها يكون خشناً في الغالب أما أوراق هذا النبات فهي كثيفة تخرج من نقطة واحدة وتكون هذه الأوراق مفردة ومعنقة وطويلة العنق قلبية الشكل وحوافها مسننة وسطحها السفلي قرمزي اللون أما سطحها العلوي فبالعادة يكون أخضراً وفيه بقع بيضاء وقد يأخذ ألواناً أخرى أما أزهاره فمخروطية الشكل ملونة ومفردة وطويلة العنق أيضاً.
ولا يعيش نبات الزعمطوط بمفرده في الأراضي البور بل يعيش على شكل مستوطنات كثيفة في الأماكن الضيقة الرطبة بين الصخور في الجبال والسفوح والوديان والهضاب والرجوم وفي الأراضي البور ويتكاثر هذا النبات بالدرنات في بداية فصل الشتاء مثله مثل نبات البطاطا وقبل أن يزهر هذا النبات تُجمع أوراقه الطرية وتُقطع أعناقها باليد أو بآلة حادة وتنظف بالماء والصابون وتملأ بالرز واللحمة وتلف كما تلف أوراق الملفوف أو أوراق العنب تماماً ثم يطبخ ويقدم بمفرده أو مع طبخات معينة حسب الطلب.
وقد تطبخ أوراق الزعمطوط وتقدم كوجبة غداء بمفرده كوجبة رئيسة في ذلك اليوم أو تقدم مع الكوسا المحشي أو مع الملفوف أو الباذنجان المحشي ويكون هذا اليوم يوم المحشي ومنهم من يقدمه كسرفيس قبل وجبة الغداء أو العشاء الرئيسية. ويعتبر محشي الزعمطوط من أفضل الوجبات الفلسطينية المشهورة على الإطلاق في داخل الوطن أو في المنافي عندما يتم الحصول عليه.
وما أن ينمو نبات الزعمطوط في بداية فصل الشتاء وتخرج أوراقه فوق سطح الأرض حتى يبدأ الكبار بقطف هذه الأوراق لطبخها وأكلها أما الصغار منهم فينتظرون أزهاره على أحرّ من الجمر فعندما يزهر هذا النبات يقوم الأطفال في فلسطين بجمع أزهاره البيضاء أو البنفسجية ويصنعون منها قلائد تلبسها البنات فوق صدورهن كي يتجملن بها أما الأولاد منهم فيتركوا الخيط الذي يحمل هذه الأزهار مستقيماً ولا يربطوا طرفيه ويسمونه عندئذ خاروف.
مـن حـق أولادنـا وأحـفادنـا أن يـتـعـرفـوا على نـبـاتـات بـلادهـم
مـن حـق أولادنـا وأحـفادنـا الذين كانوا قد وُلـدوا وعـاشوا فـي المنافـى بعيداً عن وطنهم الأصلي فلسطين أن يتعـرّفـوا على نباتـات بلادهـم البرّيـة!لهذا رأيت أن أكتب لهم ما إستطعت جمعه عن هذه النباتات البرية التي حبانا الله بها!وعن شئ من التراث الفلسطيني المرتبط بهذه النباتات كي نحافظ عليه ونحفظه للأجيال القادمة!لأن عدونا يقف لنا بالمرصاد ليسرق تراثنا الفلسطيني الأصيل وينسبه إلى نفسه!فلا تستغربوا يوماً إذا رأيتم أن أكلة الخبيزة مثلاً تُقدم في مطاعم العدو الصهيوني على أنها أكلة صهيونية!.