جرحى بالحديدة وعصيان بصنعاء

 

أصيب عشرات الأشخاص في اشتباكات اندلعت الاثنين في ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر، فيما شهدت صنعاء عصيانا مدنيا احتجاجا على قمع مظاهرة طلابية طالبت بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح الذي أعلن منشقون عن حزبه تشكيل كتلة جديدة معارضة له. وينتظر أن يعقد اليوم في أبو ظبي اجتماع  بين وزراء خارجية دول الخليج وممثلين عن الحكومة اليمنية لبحث الأزمة.

فقد قال شهود عيان وأطباء إن اشتباكات اندلعت في ميناء الحديدة، وإن 88 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح عندما أطلق أشخاص يرتدون ملابس مدنية النار واستخدموا الهراوات لمواجهة مظاهرة احتجاجية نظمها طلاب يطالبون بتنحي الرئيس صالح.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان المنطقة تأكيدهم أن رجال شرطة بالزي المدني ومسلحين بهراوات ومسدسات وحجارة، بادروا بمهاجمة آلاف المحتجين الذين كانوا يشاركون في مسيرات بالميدان الذي يعتصمون به منذ أسابيع للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس اليمني.

وحسب شهود عيان فإن الاشتباكات وقعت على مرحلتين، الأولى أصيب فيها 15 شخصا اثنان بالرصاص والباقون بسبب الضرب أو الرشق بالحجارة، وبعد أن عاد المحتجون إلى مناطق اعتصامهم قامت قوات مكافحة الشغب بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع باتجاههم.

وأسفرت الجولة الثانية من المواجهات عن إصابة خمسة أشخاص بطلقات نارية، كما تعرض نحو 68 للضرب، أو الإصابة بضيق التنفس بسبب الغارات المسيلة للدموع.

وكان عشرات المحتجين ومعظمهم من الطلبة قد أصيبوا الأحد بإطلاقِ رصاص حي وغازات مدمعة تقول المعارضة إنها سامة، بعدما اعترض الأمن المركزي والحرس الجمهوري و"بلطجية" مسلحون عشرات الآلاف من المتظاهرين في شوارع قريبة من ميدان التغيير في صنعاء.

وأفاد شهود عيان بأن قوات أمنية ومسلحين اختطفوا جرحى، وأن عشرات المصابين احتموا بمسجد الرحمن في شارع بغداد الذي حاول الأمن اقتحامه.

محلات تجارية مغلقة بشارع سيف ذي يزن بصنعاء استجابة لدعوة العصيان المدني (الجزيرة نت)
عصيان مدني
كما شهدت العاصمة صنعاء الاثنين عصيانا مدنيا تلبية لدعوة القطاع الخاص للتضامن مع الدعوة التي أطلقها شباب الثوار بساحة التغيير احتجاجا على قمع الأمن لمسيرة يوم الأحد السلمية.

وقد شملت حركة العصيان إضرابا جزئيا امتد ما بين الساعة التاسعة صباحا والثانية عشرة ظهرا لمختلف الأنشطة التجارية المتمركزة في شوارع الرياض والدائري والزبيري وسيف بن ذي يزن والقصر وجمال والمطاعم.

وكان شباب الثورة قد دعوا إلى العصيان المدني الجزئي في مختلف المدن اليمنية ثم الانتقال إلى الإضراب الشامل حتى سقوط النظام.

طيران حربي
من جانب آخر أكدت مصادر قبلية بمحافظة مأرب اليمنية للجزيرة نت تحليقا منخفضا لطائرتين حربيتين الاثنين على مواقع ونقاط تفتيش بالطريق الرئيسي الرابط بين مأرب والعاصمة صنعاء، والتي تسيطر عليها مجاميع قبلية تؤيد الثورة السلمية الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح.

وقالت المصادر إن المضادات الجوية التي تملكها القبائل تصدت للطائرتين اللتين كانتا تحلقان فوق نقطة تفتيش بمنطقة السحيل التي تبعد نحو 30 كلم عن مدينة مأرب.

وكانت طائرتان حربيتان قد استهدفتا الأحد نقطة تفتيش قبلية في منطقة مدغل (50 كلم غرب مدينة مأرب على الطريق الرابط بالعاصمة صنعاء) بطلقات نارية، لكنها لم توقع أي إصابات.

أحزاب اللقاء المشترك رحبت بالكتلة الجديدة المنشقة عن الحزب الحاكم (الجزيرة-أرشيف)
تكتل جديد
في هذه الأثناء أعلن منشقون من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن تشكيل كتلة معارضة جديدة تحت اسم "كتلة العدالة والبناء".

وقد شارك في الكتلة الجديدة عدد من أبرز قياديي الحكومة والحزب الحاكم المستقيلين احتجاجا على قمع المتظاهرين المطالبين بالتغيير.

وقال المؤسسون إن الكتلة ستكون منبرا سياسيا يستوعب متغيرات المرحلة التي ينشدها اليمنيون. كما أعلنت الكتلة تأييدها لشباب الثورة.

وتضم الكتلة الجديدة وزراء في حكومة تصريف الأعمال بينهم وزير السياحة ووزير النقل ووزيرة حقوق الإنسان، كما تضم أعضاء من مجلسي النواب والشورى كانوا قد استقالوا من الحزب الحاكم.

وأبلغ زعيم الحزب الجديد محمد أبو لحوم أن الحزب يعارض قمع الاحتجاجات ويطالب بإنهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما. ويذكر أن المئات كانوا استقالوا من الحزب إثر جمعة الكرامة التي قتل فيها نحو 57 من ثوار ساحة التغيير بصنعاء.

وقد رحب الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك بتشكيل الكتلة الجديدة، كما رحبت بها الكتل البرلمانية المعارضة والمستقلون وعدته نتيجة لرفض الاستبداد وانحيازا لثورة الشعب السلمية.

اجتماع الرياض مع المعارضة لم يحقق انفراجة في الأزمة اليمنية (الفرنسية)

اجتماع بالإمارات
سياسيا أعلن مجلس التعاون الخليجي الاثنين في بيان أنه يواصل وساطته لحل الأزمة اليمنية، وأن وزراء خارجية دول المجلس سيلتقون اليوم الثلاثاء في أبو ظبي وفدا حكوميا يمنيا.

وكان الحزب الحاكم رشح في وقت سابق لحضور الاجتماع عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني وعبد الكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس ووزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وشخصيات أخرى.

وكانت مصادر ذكرت أن الخليجيين طرحوا في اجتماعهم مع المعارضة مقترحات لكيفية تقديم ضمانات للرئيس اليمني وأقاربه ونظامه عبر تشريع دستوري أو قانون  يصدر من مجلس النواب اليمني.

وقالت مصادر دبلوماسية إن المعارضة تلقت الآلية الزمنية لتنحي الرئيس اليمني التي قدمها الأوروبيون والأميركيون وإنها ردت عليها.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي عرضت الوساطة بين الحكومة والمعارضة، لكن المعارضة ترفض مثل هذه المحادثات دون ضمانات بأن صالح سيتخلى عن السلطة.

ولم تتحقق انفراجة في اجتماع بين زعماء المعارضة ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية مساء الأحد.

المصدر : الجزيرة + وكالات