responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 227

وفد دحية الكلبي على عليّ رضي اللّه عنه، فما زال يذكر معاوية و يطريه في مجلسه؛ فقال عليّ عليه السلام:

صديق عدوّي داخل في عداوتي # و إنّي لمن ودّ الصديق ودود

فلا تقربن منّي و أنت صديقه # فإنّ الّذي بين القلوب بعيد

و في هذا المعنى قول العتّابي:

تودّ عدوّي ثم تزعم أنّني # صديقك إنّ الرأي عنك لعازب

و ليس أخي من ودّني رأي عينه # و لكن أخي من ودّني و هو غائب‌

و قال آخر:

ليس الصديق الذي إن زلّ صاحبه # يوما رأى الذنب منه غير مغفور

و إن أضاع له حقّا فعاتبه # فيه أتاه بتزويق المعاذير

إنّ الصديق الذي ألقاه يعذر لي # ما ليس صاحبه فيه بمعذور

و قال آخر:

كم من أخ لك لم يلده أبوكا # و أخ أبوه أبوك قد يجفوكا

صاف الكرام إذا أردت إخاءهم # و اعلم بأنّ أخا الحفاظ أخوكا

و الناس ما استغنيت كنت أخاهم # و إذا افتقرت إليهم رفضوكا

و قال بعضهم:

أخوك الذي إن قمت بالسيف عامدا # لتضربه لم يستغشّك في الودّ

و لو جئت تبغي كفّه لتبينها # لبادر إشفاقا عليك من الردّ

يرى أنه في الودّ كان مقصّرا # على أنّه قد زاد فيه على الجهد

و قال آخر:

إن كنت متّخذا خليلا # فتنقّ و انتقد الخليلا [1]


[1] الخليل: الصاحب، و تنقّ: اختر.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 2  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست