Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد 6 ساعات من المفاوضات الصعبة... هل تكتب روسيا نهاية تحالف "أوبك +"؟

جلسة عاصفة بسوق النفط... والخسائر تتجاوز 8 في المئة وتسجّل أدنى مستوى منذ 2017

رفضت روسيا مقترح خفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل وانتهى الاجتماع من دون اتفاق (اندبندنت عربية)

انتهى اجتماع "أوبك +" من دون التوصّل إلى اتفاق، بعد رفض روسيا مقترح تعميق خفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل، لمواجهة تأثير فيروس كورونا في انخفاض الطلب العالمي.

وتفاعلت أسعار النفط بالانخفاض الحاد بأكثر من 8 في المئة فور إعلان عدم توصّل تحالف "أوبك +" إلى اتفاق بخفض الإنتاج، ما يترك الأسواق أمام ارتفاع المعروض النفطي يقابله انخفاض كبير بالطلب.

وانخفض سعر خام برنت إلى 45.6 دولار للبرميل، متراجعاً بنسبة 8.76 في المئة، ما يعادل 4.38 دولار، مسجلاً أدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2017، بينما تراجع خام غرب تكساس الأميركي 8.37 في المئة، ما يعادل 3.84 دولار إلى 42.06 دولار.

ولأكثر من ست ساعات استمرّت المشاورات غير الرسمية داخل مقر "أوبك"، حيث جرى تأجيل الاجتماع الرسمي لوزراء "أوبك +" عن موعده أكثر من مرة.

فشل الاتفاق ليس نهاية المطاف
وفي الوقت الذي سجّلت فيه الأسعار تراجعاً عنيفاً، قال محللون ومتخصصون لـ"اندبندنت عربية"، "فشل التوصل إلى اتفاق ليس نهاية المطاف. ستكون هناك مباحثات مستمرة، يُمكن أن تصل إلى قرار جديد، لا سيما أن فشل الاجتماع يرجع إلى عدم كفاية المشاورات مع روسيا، ومبالغة (أوبك) في تقدير حجم التخفيض الإضافي بنحو 1.5 مليون برميل يومياً".

وكان الاتفاق الأخير في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عمّق خفض الإنتاج بنحو 500 ألف برميل ليصبح 1.7 مليون برميل حتى نهاية الربع الأول من 2020، ما يعني أنه لو حدث اتفاق اليوم كان سيرتفع الخفض إلى 3.2 مليون برميل يومياً، ما يمثل 3.2 في المئة من المعروض العالمي للنفط.

وتجدر الإشارة إلى أنّ آخر مرة خفّضت فيها "أوبك" الإمدادات بمثل هذا القدر قبل 12 عاماً، عندما قلّصت الإنتاج 4.2 مليون برميل يومياً في مواجهة تباطؤ الطلب بفعل الأزمة المالية العالمية في 2008.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت منظمة البلدان المصدرة البترول "أوبك"، أوصت أمس الخميس بخفض الإنتاج مع حلفائها بواقع 1.5 مليون برميل يومياً إضافية حتى نهاية 2020، وستكون حصة المنظمة منها نحو مليون برميل، بينما تبلغ حصة المنتجين المستقلين بقيادة روسيا نحو 500 ألف برميل.

لكن، هذا المقترح لاقى اعتراض روسيا وكازاخستان، وهما من أعضاء "أوبك +"، إذ قالتا "لا يوجد اتفاق بعدُ على تعميق الخفض، ما قد يفضي إلى انهيار التعاون الذي دعّم أسعار الخام منذ العام 2016".

وفقد خام برنت نحو ثلث قيمته منذ بداية العام الحالي، إذ هوى إلى مستوى 47 دولاراً للبرميل، ما يضع الدول الشديدة الاعتماد على النفط تحت ضغط كبير، ويجعل كثيراً من شركات النفط الصخري وشركات طاقة أخرى بالولايات المتحدة في محنة شديدة.

"أوبك +" ستواصل مراقبة الوضع في السوق
من جهته قال ألكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، "لم يعد هناك اتفاق لإنتاج النفط بين روسيا وحلفائها وأعضاء منظمة أوبك"، مضيفاً "دول مجموعة (أوبك +) ستواصل مراقبة الوضع في السوق".

وتابع نوفاك، الذي لم يدلِ بأي تصريح بشأن التخفيضات الإضافية المقترحة خلال رحلتيه إلى فيينا وعودته منها هذا الأسبوع، "بالنظر إلى القرار المُتخذ اليوم، اعتباراً من أول أبريل (نيسان) لم يعد مطلوباً منّا أو من أي من دول (أوبك) أو خارجها القيام بتخفيضات إنتاج النفط".

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، "قرار الخفض من جانب (أوبك) جرى بناء على أسس فنية، وفقاً لحاجة الأسواق، لكن بعض الدول المنتجة من خارج المنظمة كانت غير مستعدة لهذا الخفض، الذي قد يُجرى طرحه في أي وقت لاحق".

في سياق متصل، قال حامد يونس صالح، وكيل وزارة النفط العراقية، "عدم التوصل إلى اتفاق بين (أوبك) والمنتجين المستقلين ليس نهاية المطاف. العمل باتفاق خفض الإنتاج الحالي مستمر حتى نهاية مارس (آذار)، وستكون هناك لقاءات واجتماعات مشتركة بين اللجان الفنية في (أوبك) وخارجها بغرض تقييم الأسواق خلال الفترة المقبلة، التي ربما تتمخض عن قرارات داعمة الأسواق".

لهذه الأسباب تعذر الوصول إلى اتفاق
في هذا الصدد، قال المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي محمد الصبان، "اجتماع تحالف (أوبك +) انتهى من دون اتفاق، وأسعار النفط تهبط بأكثر من 8 في المئة نتيجة لذلك، ويمكن القول إن أسباب الفشل ترجع إلى أنه ربما بالغت (أوبك) في حجم التخفيض المطلوب، وأدّى ذلك إلى الرفض الروسي، وربما يكون ذلك بداية النهاية لأي تعاون مستقبلي مع الدول المنتجة من خارج (أوبك)".

وأرجع ‏أسباب فشل التوصّل إلى اتفاق إلى "عدم كفاية المشاورات مع روسيا"، بجانب "المبالغة في حجم التخفيض الإضافي بنحو 1.5 مليون برميل يومياً"، إضافة إلى أن منظمة (أوبك) "وضعت المقترح بصيغة (Take it or Leave it)، ولم تقدّم خطة بديلة".

وأوضح الصبان، "مع سياسة التقيد التام والتزام التخفيض لم تجد روسيا بديلاً سوى رفض المقترح"، ويمكن القول "إن روسيا كدولة كبرى لم تُجِد التعامل مع (أوبك)".

بداية انهيار تحالف "أوبك +"
وفي مذكرة بحثية، قالت "آر.بي.سي كابيتال ماركتس"، إن الرفض الروسي لخفض الإنتاج ربما يكون "بداية انهيار تحالف (أوبك +) بأكمله"، وستفشل معه أي تجارة ثنائية أو صفقات استثمار جديدة مزمعة، فضلاً عن النفوذ الاستراتيجي الذي اكتسبته موسكو بالمشاركة في اتفاق الإنتاج.

بينما أرجأت شركة أرامكو السعودية، إعلان أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر أبريل (نيسان) 2020 إلى ما بعد اجتماع (أوبك) وحلفائها، حسب مصادر مطلعة، إذ كان من المتوقّع أن تعلن أسعارها الرسمية للخام في الخامس من كل شهر.

المزيد من البترول والغاز