مطالبات باستقالة الحكومة الأردنية

قيادات حزب جبهة العمل الاسلامي والإخوان  يتحدثون في المؤتمر الصحفي (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمّان

طالبت الحركة الإسلامية في الأردن حكومة معروف البخيت بالاستقالة وحل قوات الدرك وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ومحاكمة قادتها غداة فض اعتصام حركة 24 آذار بالقوة الجمعة وسط عمّان.

واتهمت قيادات الحركة في مؤتمر صحفي ظهر السبت حكومة البخيت بارتكاب "جريمة بحق الوطن" واستنكرت بشدة تحميل البخيت لها المسؤولية عما جرى واتهامها بتلقي تعليمات من قيادات إخوانية في مصر وسوريا.

وقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين د. همام سعيد إن الحركة الإسلامية لا تتلقى تعليمات من أحد و"نحن نأخذ قراراتنا من مجالس شورانا وقياداتنا، وليس لأحد وصاية علينا".

اتهامات سخيفة

د. همام سعيد وصف اتهامات معروف البخيت  للحركة بتلقي تعليماتها من الخارج بأنها سخيفة (الجزيرة نت)
وذهب د. سعيد إلى حد وصف اتهامات البخيت للحركة بالقول بأنها "سفيهة وسخيفة".

ورد النائب الثاني لأمين عام حزب الجبهة نمر العساف بقسوة على البخيت، وقال إن الإخوان لم يكونوا يوما في تل أبيب، وإن الذي عاش في تل أبيب معروف للأردنيين، في إشارة لخدمة البخيت كسفير للأردن بإسرائيل قبل توليه منصب رئاسة الحكومة.

واتهم بيان للحركة تلاه الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي من فضوا الاعتصام بأنهم من قوات الدرك "ومنتسبي بعض الأجهزة الأمنية ممن يرتدون ملابس مدنية ويعيثون في الأرض فسادا، وعرفوا باسم البلطجية، وهم في حقيقتهم موظفون أمنيون يتحركون بأوامر وتوجيهات مركزية".

وطالبت الحركة باستقالة لجنة الحوار الوطني ومحاسبة جميع المسؤولين عما حدث "من عدوان على شباب 24 آذار".

وأعلن رئيس لجنة الحوار الوطني ورئيس مجلس الأعيان طاهر المصري اليوم تعليق جلسات اللجنة حتى إشعار آخر بعد أسبوعين فقط على تشكيلها واجتماعها مرتين فقط.

وكان 16 من أعضاء اللجنة أعلنوا استقالتهم أمس احتجاجا على قمع المعتصمين من حركة 24 آذار في ميدان جمال عبد الناصر.

واعتصم  شباب 24 آذار في مجمع النقابات صباح السبت، وأكدوا مضيهم في الاعتصام حتى تحقيق الإصلاح، بينما أعلنت نقابات وشخصيات عدة مساندتها لهم وانضمامها لحركتهم.

تجمع جديد

شبان يحتفلون في ميدان جمال عبد الناصر بعد يوم من إخلاء اعتصام 24 آذار
(الجزيرة نت) 
وأعلن عشرات النقابيين عن تجمع جديد تحت اسم "نقابيون من أجل 24 آذار" وقال بيان للتجمع وصل للجزيرة نت "السلطة السياسية في الأردن تتبع نفس النهج الذي اتبعته الأنظمة التي أسقطها الشعب في تونس ومصر ولم تفهم الدرس حتى اللحظة، ونحذر في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب فإن السقف لن يتوقف عند حد حماية للوطن والشعب".

وطالب النقابيون "بدستور جديد يعيد السلطة للشعب ويطلق الحريات العامة بالكامل" ويطالبون بإنهاء "التفرد والاستبداد بالسلطة" كما طالبوا "بمحاكمة الفاسدين واسترداد كافة الأموال والأراضي المنهوبة والمؤسسات العامة التي تمت خصخصتها وبيعها بأبخس الأثمان".

ووصف التجمع ما جرى بميدان جمال عبد الناصر بـ "الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الأردني" واتهموا رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والخارجية والإعلام ومدير الأمن العام بـ "ترويج الأكاذيب والأضاليل ورسم صورة غير حقيقة كذبتها كاميرات الفضائيات وشهادات الشهود وما أثاروه من أقاويل من شأنها إثارة الفتنة بين صفوف الشعب".

ودانوا ما وصفوه بـ "الخطاب الإقليمي والعنصري والفئوي والجهوي الذي تتبناه وتروجه وتحرض عليه أجهزة الدولة".

كما دان الأسرى الأردنيون في سجون الاحتلال في بيان وصل للجزيرة نت من لجنة الدفاع ما وصفوه بـ "الجريمة البشعة بحق الأسير المحرر سلطان العجلوني بالاعتداء عليه وهو يقوم بواجبه الشرعي والوطني والإنساني في الدعوة إلى الإصلاح والبناء ومحاربة الفساد والمفسدين".

شقيق خيري جميل أسعد الذي قتل في الاعتصام يتحدث للجزيرة نت (الجزيرة نت)

ضغوط حكومية
من جانب آخر قررت عائلة "خيري جميل أسعد" الذي قتل في اعتصام شباب 24 آذار أمس الجمعة دفنه الأحد بعد لقائها مع المستشار في الديوان الملكي الأردني علي العيساوي وتقديمه العزاء لهم باسم الملك عبد الله الثاني وتأكيده أن المتسببين بالوفاة سينالون عقابهم.

جاء ذلك بعد وقت قصير من قول سعيد شقيق "خيري جميل أسعد" إن عائلته ترفض استلام جثته ودفنه قبل أن تعترف الحكومة بمسؤوليتها عن قتله.

وقال سعيد جميل للجزيرة نت في مستشفى الأمير حمزة إن الطب الشرعي بالمستشفى رفض تسليمهم نسخة من التقرير عن سبب وفاته، وإنه رفض تحديد سبب الوفاة بكونه جاء نتيجة ضربه من قوات الدرك، وعزا الأطباء الأمر إلى إصابته بعدة أمراض رغم وضوح الدماء وآثار الضرب على جثته.

وقال إن جهات رسمية حاولت الضغط عليهم للقول إن شقيقه كان مع "اعتصام المؤيدين للحكومة" وإن شباب 24 آذار هم من قتلوه، وتابع "شقيقي كان ضمن اعتصام شباب 24 آذار، ومن قتله هم قوات الدرك والأمن، وهناك شهود على ذلك".

واستنكر بشدة حديث وزير الداخلية عن أن شقيقه توفي بذبحة صدرية، وهو ما نفاه الأطباء كما قال، وطالب الملك عبد الله الثاني بتشكيل لجنة تحقيق قضائية لتحديد من قتل شقيقه من قوات الأمن.

بالمقابل يشهد ميدان جمال عبد الناصر منذ يوم أمس "احتفالات" ومسيرات سيارات ترفع صور العاهل الأردني وتهتف بالولاء له وضد أحزاب المعارضة والنقابات المهنية احتفالا بـ "تطهير الدوار" كما قال أحد المحتفلين ردا على سؤال لمراسل الجزيرة نت.

المصدر : الجزيرة