صحار نهار تسع عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر [خمس و عشرين بعد الألف] (675)، فاستقام بينهما القتال من أول النهار إلى [144] الليل، و انفصل القتال.
ثم بعد ذلك بيوم أو بيومين هبطت النصارى من المراكب بما عندهم من آلة الحرب، و كانوا يجرون قطع القطن قدامهم ليتلقوا بها ضرب البنادق. و كان عندهم مدافع تسير على عجل من الخشب في البر، و عليها ستور من خشب. و كان في جانب الدار برج محمد بن مهنا و فيه عسكر كثير، فجرت عليها النصارى القطن و ضربوه بمدافع حتى أنهدم البعض منه، و خرج القوم منه، و دخلت النصارى. فعلم محمد بن مهنا بذلك، فندب قومه، فوقع بينهم القتال على البرج بالليل، فقتل عند ذلك علي بن ذهل، و قتل محمد بن مهنا الهديفي [ليلة أحد عشر من ربيع الأخر سنة خمس و عشرين بعد الألف] (676). و أقام بعد ذلك [145] سلطان بن حمير بن محمد بن حافظ النبهاني و أخوه كهلان بن حمير و بنو عمه مهنا بن محمد بن حافظ و عسكرهم في الحصن بعد ما قتل محمد بن مهنا الهديفي. فلما علم الأمير عمير بن حمير أن سيد القوم قد ندب قومه إلى القتال و كان القتال بينهم في النخل.
ثم طلع عمير بن حمير بمن معه من تلقاء [جامع] (677) البلد فلم يمنعه أحد، فقتل عند ذلك سلطان بن حمير، فانكسر القوم،
____________
(675) الزيادة بين معكوفتين [...] من الأزكوي، كشف الغمة، ص: 341
(676) الزيادة بين معكوفتين [...] من الأزكوي، كشف الغمة، ص: 342
(677) الزيادة بين معكوفتين [...] من نسخة مخطوطة (ت: 2)