الصباح الثـــــــقافـي

رحـيـل الـفـنـانـة حـبـيـبـة المـذكـوري

الملك محمد السادس يعزي أسرة الراحلة عن طريق الديوان الملكي

توفيت، مساء أول أمس (الخميس)، الفنانة والممثلة المغربية حبيبة المذكوري،  عن سن 74 سنة، وووري جثمانها، صباح أمس (الجمعة)، الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط.
وتعد الراحلة حبيبة المذكوري واحدة من رواد فن التمثيل المغربي، في وقت كان فيه الفن حكرا على الرجال، إذ اقتحمت هذا المجال خلال النصف الأول من عقد الخمسينات، والحماية الفرنسية تعيش إذ ذاك النزع الأخير، ففرضت الفنانة الراحلة اسمها ضمن الرعيل الأول من الفنانين المغاربة الذين ظهروا في المشهد الفني حينها أمثال المرحوم العربي الدغمي وأحمد الطيب العلج والطيب الصديقي وغيرهم.
وفي هذا السياق، قال الفنان المسرحي والإذاعي عبد الله شقرون، في اتصال مع “الصباح”، إن رحيل الفنانة حبيبة المذكوري يعد خسارة كبيرة للفن المغربي، إذ كانت الراحلة تتمتع بمواهب متعددة، وكانت لها القدرة على التأقلم مع مختلف الأجيال التي تعاقبت على فن التمثيل المغربي.
وأضاف شقرون، الذي كان له الفضل في اكتشاف الراحلة حبيبة المذكوري، أنه ما من تمثيلية إذاعية ومسرحية ألفها إلا وكان للمذكوري حضور بارز فيها، وذلك بفضل حرصها على تقديم أفضل ما لديها والإخلاص للأدوار التي تسند إليها.
وأردف قيدوم الإذاعيين والمسرحيين المغاربة أن المرة الأولى التي قابل فيها الراحلة حبيبة المذكوري كانت خلال بداية الخمسينات، إذ كان مكلفا بانتقاء مجموعة من تلاميذ مجموعة مدارس محمد الخامس للمشاركة في بعض الأعمال المسرحية والإذاعية، فوقع اختياره على المذكوري، التي كانت حينها ما تزال طفلة في مقتبل العمر، بالنظر إلى إجادتها اللغة العربية وتفوقها فيها.
وذكر شقرون أن الراحلة شاركت معه في أزيد من ستين جولة مسرحية، وأنها كانت تمتاز بقدرتها على تجسيد الأدوار المركبة وتتمتع بقدرة فائقة على الإلقاء والتمكن من مخارج الحروف يساعدها في ذلك صوتها النفاذ والمبلغ.
كما أشار عبد الله شقرون إلى موقف نبيل ما زال يحتفظ به عن حبيبة المذكوري، إذ سبق لإدارة الحماية أن أوقفت نشاطه الفني إذاعيا ومسرحيا، وكانت الراحلة على رأس المتضامنين معه، إذ خاضت اعتصاما وإضرابا عن الاشتغال في التمثيل احتجاجا على قرار إدارة الحماية.
أما الفنان والشاعر أحمد الطيب العلج فقال، في تصريح ل”الصباح”، إن حبيبة المذكوري كانت ممثلة بمواصفات خاصة إذ كانت لها قدرة التماهي مع الأدوار التي تجسدها إلى أبعد الحدود، لدرجة أنها كانت تنسلخ عن شخصيتها الأصلية وتبدو شخصا آخر من خلال النماذج الإنسانية التي تقدمها.
وكانت حبيبة المذكوري، يضيف العلج، عاشقة كبيرة للمسرح إذ نذرت نفسها له، وعلى إلمام كبير باللغة العربية وقواعدها وطرق نطقها السليم، كما يتذكر العلج دورها في مسلسل بعنوان “نهار الخميس” جسدت فيه دور امرأة تلقت تهديدا بالقتل، فأدت هذا الدور ببراعة منقطعة النظير.
اما الفنان انور الجندي فأكد ل”الصباح” أنه برحيل حبيبة المذكوري فقد أمه الثانية، وأنه استفاد كثيرا من تجربة الراحلة التي شاركت معه في جل أعماله طيلة أزيد من 20 سنة الأخيرة، مثل مسرحيات “ستار أكاذيبي” و””ما عندو سعد” إضافة إلى سلسلة دينية بعنوان “الشفا بتعريف حقوق المصطفى” من إخراج هاجر الجندي وبثت على قناة السادسة.
كما أكد أنور الجندي أن الراحلة حظيت في سنواتها الأخيرة برعاية ملكية خاصة، وتلقت أسرتها تعازي الملك محمد السادس عن طريق الديوان الملكي.
ويشار إلى أن الراحلة حبيبة المذكوري شاركت في مئات الأعمال المسرحية والإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، مثل شريط “عندما تسقط الثمار” (1968) و”غدا لن تتبدل الأرض” (1975) و”دموع الندم” (1982) للمخرج الراحل حسن المفتي وبطولة المرحوم محمد الحياني، إضافة إلى شريط “علاش البحر؟” (2006) وغيرها من الأعمال الفنية.

عزيز المجدوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق