ضغوط متزايدة لتطوير دفاعات العراق الجوية.. ودول متقدمة تقدم عروضها

شبكة الاعلام المقاوم..

تزايدت الضغوط على الحكومة العراقية مؤخراً، من قبل كتل سياسية، من أجل التوجه إلى روسيا أو الصين او إيران، بهدف تزويد العراق بمنظومات دفاع جوية، على غرار ما تمتلك دول الجوار والمنطقة ويواكب ما لديهم من أمكانيات وقدرات في هذا المجال، لمواجهة الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها العراق بين الحين والآخر.

ويشير خبراء عسكريون، الى ان الدفاعات الجوية العراقية في الوقت الحالي ليست بالمستوى المطلوب، وأن الإرباك الحاصل في أجواء العراق، يعود الى ضعف منظومات الرادار والدفاع الجوي، ويتطلب رصداً جوياً عراقياً لكشف الطائرات الغريبة التي تحلق في أجواء العراق لأغراض التجسس والاستهداف.

وتعرض الحشد الشعبي، خلال الاسابيع القليلة الماضية لسلسلة من الهجمات استهدفت معسكراته، ومخازن أسلحته، وقياداته، كان آخرها استشهاد أحد قادة الحشد في اللواء 45، بقضاء القائم بمحافظة الانبار، بهجوم نفذته طائرتين مسيرتين تابعتين للكيان الإسرائيلي.

نواب برلمانيون في تحالف الفتح، اشاروا الى انباء، تحدثت عن وجود اتفاق بين إيران والعراق، لنشر منظومات دفاع جوي متطورة لمواجهة الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مقرات ومخازن واسلحة الحشد الشعبي، منوهين بانه لا يمكن نفي او تأكيد أي معلومة بهذا الشأن لكون هكذا اتفاقات من اختصاص القيادة العسكرية العليا في البلاد.

وكشف مسؤول مُطلع، ان العراق يتعرض الى ضغوط امريكية، تدفعه باتجاه عدم امتلاك اسلحة ومنظومات دفاع جوي متطورة، خوفا من استخدامها تجاه الطيران الامريكي، ما دفع رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، الى اصدار قرار منع استخدام الاجواء العراقية من قبل الطيران الاجنبي الا بموافقته، تجنبا للضغوط الداخلية الداعية الى شراء منظومات الدفاع الجوي واخمادها، مع العرض أن القرار لم يلاقي أي التزام من قبل الطيران الأمريكي الذي لا يزال طيرانه يحلق داخل الأجواء العراقية.

وتجدر الإشارة، الى ان العراق، ما زال ملتزماً باتفاقية أمنية مع واشنطن، وفي حال استخدم المنظومات الدفاعية ضد الطائرات الامريكية، قد يصبح الموقف الحكومي العراقي في اشكالية تعارض، مع بعض البنود التي وضعتها امريكا نفسها في الاتفاقية، وهذا ما دفع بعض الكتل النيابية للتحرك من أجل سحب العراق من الاتفاقية وإلغائها.

واشارت مصادر صحفية، الى ان فصائل مسلحة عدة ، بينها (كتائب حزب الله)، و(كتائب سيد الشهداء)، و(النجباء)، اتخذت قراراً بالحصول على منظومات وصواريخ دفاع جوي من إيران لحماية المقرات ومخازن السلاح، مضيفة أن هذه الفصائل تعلل ذلك باستمرار الحكومة العراقية في التسويف بموضوع الحصول على أنظمة دفاع جوي حديثة، ونصب منظومات استشعار مبكر على الحدود العراقية، لافتة إلى أن قرار نصب منظومة دفاع جوي، يُعتبر عامل ضغط جديد على حكومة عبد المهدي، للحصول على منظومات دفاع من روسيا أو الصين أو إيران بأسرع وقت، بعد تردد الحكومة في الخطوة، على الرغم من تأخر الامريكيين في تزويد العراق بتلك المنظومات.

 

العراق فاتح الجانب الروسي وحصل على تعهد بالتجهيز 

 

وكان العراق، قد اتجه في 2017، لشراء منظومة دفاع جوي (أس 400) من روسيا، خلال اجتماع وزير الخارجية السابق إبراهيم الجعفري، ونائب الرئيس الروسيّ ديمتري روغوزين خلال اجتماع اللجنة المشتركة العراقية-الروسية، في العاصمة موسكو، الا ان الصفقة لم تتم بسبب قيود الاتفاقية الأمنية التي عقدها العراق مع الولايات المتحدة، والتي أضعفت موقف العراق في تنويع مصادر أسلحته.

وتعهدت روسيا مؤخراً، خلال لقاء جمع رئيس مجلس النواب العراقي مع السفير الروسي في بغداد، بدعم الدفاعات الجوية العراقية، بالتزامن مع الهجمات المتكررة التي تتعرض لها مقرات ومخازن سلاح تابعة لقوات أمنية عراقية ضمنها الحشد الشعبي ، وأكد السفير في اللقاء إن بلاده حريصة على دعم العراق في مجلس الأمن الدولي من أجل زيادة قدرة دفاعاته الجوية.

وبحسب خبراء، تعد منظومة (إس 400) الروسية للصواريخ الجوية الدفاعية، أرخص وأكثر فاعلية من مثيلاتها الأمريكية، حيث تفوق إمكانات منظومة (باتريوت) ومنظومة   (THAAD) بصفتهما منظومتين رائدتين في الدروع الصاروخية الأمريكية، وأن ما لا يقل عن 13 بلدًا، بينها 6 بلدان عربية، اهتمت بشراء المنظومة الروسية، بغض النظر عن خطر التعرض لعقوبات أمريكية.

يؤكد الخبراء، إن موسكو تخلق بيئة أفضل لشركائها من دون أن تفرض عليهم شروطًا زائدة واتفاقيات باهظة التكاليف، خاصة فيما يتعلق بالصيانة التقنية خلافًا لواشنطن.

 

إيران تؤكد أن تحصين دفاعات العراق احد استراتيجياتها 

 

من جانبها، اكدت إيران، وعلى لسان وزير الدفاع أمير حاتمي، أن "تحصين القوة الدفاعية للعراق هو أحد الاستراتيجيات الرئيسية لجمهورية إيران، و انها لن تسمح لأي جهة بتحويل العراق إلى سوريا أخرى"، كما وعد حاتمي "بتحديث القدرات العسكرية للجيش العراقي حتى يتمكن من مواجهة الهجمات الجوية".

ونجحت الصناعات العسكرية الإيرانية، بإنتاج منظومات الدفاع الجوي المتطورة، والتي حققت نجاحات لافتة، شاملة المنظومات الرادارية والصّاروخية، ومنظومات الكشف، التّحكم والتوجيه، و دخلت الخدمة الفعلية ضمن وحدات الدّفاع الجوي في القوات المسلّحة الإيرانية، لتحتل الخط الأمامي في جبهة المواجهات.

وعُرفت منظومة (باور 373) الصاروخية بعيدة المدى، بانها تضاهي منظومة الدفاع الجوي الروسية (أس 300 ) ويبلغ مدى صواريخها 300 كيلو متر وتستطيع رصد الطائرات المعادية من مسافات بعيدة، فيما تعد (منظومة رعد) متوسطة المدى ذات فعالية للتصدي لهجمات المقاتلات والمروحيات والطائرات المسيطرة، وتستطيع إصابة أهدافها على مسافة تبعد 50 كيلومتراً وبارتفاع 75 ألف قدم.

كذلك منظومة صواريخ (ميثاق) ، و منظومة (اس 200) الإيرانية، التي تعتبر من منظومات صواريخ بعيدة المدى والتي تصيب أهدافها على مسافة 100 كيلومتر، ومنظومة كمين-2 الصاروخية القادرة على رصد واستهداف أنواع الطائرات الموجهة وغير الموجهة، ورصد الأهداف من على بعد 150 كيلومتر وملاحقتها من بعد 80 كيلومتر. وتم تزويد منظومة (مرصاد) بصاروخ (شاهين) القادر على إصابة الأهداف من على بعد 50 كيلومتر، وتم تثبيت جميع أجزاء ومعدات منظومة مرصاد على منصة قابلة للتنقل، حيث أوجدت منظومة دفاعية متكاملة ومتنقلة سميت "كمين-2".

اما منظومة صواريخ (سوم خرداد) فهي منظومة محمولة ومزودة برادار متطور يمكنها اعتراض 4 أهداف في آن واحد، ويمكن مقارنتها بمنظومة اس 300 الروسية، كما يمكن للمنظومة استهداف الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل وصواريخ كروز على ارتفاعات عالية، واستخدمتها إيران مؤخراً بإسقاط طائرة استطلاع عسكرية أمريكية مسيرة فوق مضيق هرمز. انتهى – ح

اترك تعلیق