الرجوع إلى الساعة القانونية للمملكة    استشهاد 8 أطفال وامرأتين من أسرة واحدة في غارة للاحتلال    ذهاب ربع نهائي كأس ال"كاف"..الرجاء في اختبار صعب أمام أورلاندو بايرتس    وصف ما وقع بالمجزرة..الوداد يطالب الكاف بفتح تحقيق ضد حكام مباراته أمام المولودية    حكيم زياش يبحث عن لقبه الأول مع تشيلسي الإنجليزي    طقس السبت بالمغرب.. ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    وفاة الفنان المغربي حمادي عمور    وفاة الفنان المغربي الكبير حمادي عمور    ارتفاع التضخم في إسبانيا    حصري تفاصيل مغادرة رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب إلى تل أبيب عبر الإمارات    الفنانتان سامية أقريو وبشرى اهريش توجهان رسالة للفنانة خديجة أسد...في "رشيد شو"    وصفة تحضير طاجين اللحم بالشفلور...في "شهيوة مع شميشة"    صلاة عيد الفطر بروتردام..2M.ma ترصد أجواء احتفال مغاربة هولندا في زمن كورونا    من يحمي القيم ببلادنا ؟    الغربة والاغتراب والزمان والمكان    بطاقات العيد    السوق الأسبوعي لمريرت يتخبط في العشوائية والروائح الكريهة وأرضية غير صالحة    بعمر 90 سنة.. الممثل القدير حمادي عمور يرحل الى دار البقاء بعد صراع مع المرض    "فيسبوك" تدعم تطبيقها للمراسلة بميزات جديدة    خبير صيني: اللقاحات الصينية فعالة في مواجهة السلالات المتحورة لكوفيد-19    جثث في الأنهر وأخرى تأكلها الكلاب والغربان… كابوس فيروس كورونا يتواصل في قرى الهند    جلالة الملك يعطي تعليماته السامية لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة    أحرار الجديدة يدعون إلى وقفة تضامنية حاشدة أمام مسرح عفيفي دعما لفلسطين    أطر تمريضية ل2M.ma ..نستغرب إقدام الوزارة على توجيه أوامر الإلتحاق بمراكز التلقيح ثاني أيام العيد    صلح غريب ومثير .. ما هي حكاية "الكفن" التي هزت مصر؟!    منظمات حقوقية: اعتقال المدافعين عن حقوق الإنسان في الجزائر يشكل تصعيدا خطيرا    عاجل.. رئيس البعثة "الإسرائيلية" في الرباط يُغادر المغرب دون تحديد مَوعد لرجوعه    الإعلان عن وفاة ملياردير ألماني بعد 3 سنوات من اختفاءه بجبال سويسرا    بنشرقي ينفرد بصدارة ترتيب هدافي الدوري المصري    الوداد البيضاوي يخرج بتعادل ثمين من أرض المولودية الجزائري    حمد الله وأمرابط يتنازعان حول تنفيذ ضربة جزاء أمام العين بالدوري السعودي    الفنان التشكيلي ابراهيم الحيسن يعرض جديد أعماله بالصويرة    كلميم… تتويج مواهب شابة في فن السماع والمديح    بايرن ميونيخ: "ليفاندوفسكي؟ من هذا الفريق الذي يبيع لاعبا يسجل 60 هدفا في الموسم؟"    ينتظرها أصحاب هواتف "أندرويد" الذكية .. تويتر يستعد لطرح ميزة جديدة    أول دولة تسجل "رقما قياسيا عالميا" وتعلن عن تلقيح جميع مواطنيها.    الناظور : درك بني شيكر يحجز سيارة محملة بأطنان من المخدرات    صهر الرئيس النيجيري مطلوب في إطار تحقيق بفساد مالي    المؤشرات الأسبوعية لبنك المغرب في أربع نقاط رئيسية    اللبنانيون يتخلون عن حيواناتهم الأليفة بعدما افترسهم الفقر    فيروس كورونا: منظمة الصحة العالمية تحث الدول الغنية على تأجيل خطط تحصين الأطفال وتحذر من عام "أكثر فتكا"    عدد المستفيدين من حملة التلقيح بالمغرب يتجاوز 6 ملايين    هل تبرأ الشيخ بوخبزة رحمه الله من حركة "حماس" ..؟!!    برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك من أسرة القوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيسها    فيديو جديد : أجواء عيد الفطر في مدينة الناظور.. هدوء واقبال للعائلات على الكورنيش    تخفيض أثمنة حوالي 1500 دواء الأكثر استهلاكا، والموجهة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة والمزمنة .    خبير سياسي إسباني يتقدم بشكاية إلى القضاء ضد "إبراهيم غالي"    خبير سياسي إسباني يتقدم بشكاية إلى القضاء ضد المدعو إبراهيم غالي    انخفاض قيمة الدرهم مقابل الأورو ب 33ر0 في المائة    الشيخ عمر القزابري يكتب: المَسْجِدُ الأقْصَا بَوَّابُةُ مِعْرَاجِ الأُمَّة …    نسبة ملء سد عبد الكريم الخطابي بالحسيمة تصل الى 99 في المائة    كلميم.. حجز وإتلاف 356 كلغ من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك    مغاربة يتساءلون: لماذا تم السماح بإقامة صلاة الجمعة في المساجد ومنع أداء صلاة العيد؟    الدورة الرابعة لبرنامج "مضايف Eco6" يروم خلق منظومة سياحية مندمجة بساحل "تامودة باي"    هذا موعد العودة إلى الساعة الصيفية بالمغرب    رسالة لإخواننا المستضعفين في فلسطين و سائر الأوطان    الداخلة.. تستقبل النسخة الثانية من "نهايات الأسابيع لاستكشاف فرص الاستثمار"    الجمعة أول أيام عيد الفطر في هذه الدول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





الشيخة خربوشة.. امرأة هزمت جبروت السلطة بالكلمات
نشر في المساء يوم 10 - 10 - 2011


شعيب حليفي
قصة الشيخة خربوشة «مولاتْ الكلام الموزون»، معروفة ومتداولة بين سكان عبدة ودكالة. إنها قصة امرأة «فحلة» قاومت جبروت السلطة، المتمثلة في القايد بن عيسى. انحازت إلى أهلها، المظلومين،
وهجت الظالم بكلام سارت بذكره الركبان. أغرت القصة الزوغي فكتبها سينمائيا في فيلم بعنوان «خربوشة» وبه سجل نقطة ضوء في مسار السينما المغربية، للمواقف البطولية التي كانت لهذه الشخصية. هنا يتتبع حليفي القصة عبر رواة التاريخ.
مر الكثير من رجال السلطة في القرنين الماضيين دون أن يلتفتَ إليهم أحد، باستثناء المؤرخين المعنيين بالمرحلة وتفاصيلها، رغم الجبروت الذي كان يروى عنهم، والذي يصل إلى حد أنهم كانوا سلاطين على ممالك صغرى.
لكن واحدا يسمى القائد عيسى بن عمر العبدي، من سوء حظه، أن تكون شاعرة وفنانة شعبية اسمها حويدة تستشعر الظلم فتهجوه وينتقم منها بقتلها.. فتنفجر الحكاية وتُخلّد القائد الجلاد والشاعرة الشهيدة. حكاية تُعرَف باسم «خربوشة»، بكلماتها القادرة على إيقاظ المشاعر الراقدة والتحسيس بالانتماء إلى هوية الحرية والثورة.
يعتبر القائد عيسى بن عمر العبدي واحدا من كبار القياد الجهويين في المغرب. ولد بثمرة، إحدى فخذات قبيلة البحاترة في عبدة، سنة 2481، من عائلة قيادية. ورغم أنه لم يتجاوز في تعليمه الطور الأول من الكُتَّاب، فقد أبان في شبابه عن كثير من الدهاء، مما جعل شقيقه الأكبر، القائد محمد بن عمر، يؤثره عن غيره من بنيه وأهله ويعتمده خليفة له، فأظهر تفوقا في كل المهام السياسية والعسكرية، التي أناطه بها، مما أكسبه صيتا واعتبارا وازنا في دار المخزن، يسّرت عليه خلافة أخيه بعد موته سنة 9781. كما سيختاره، لاحقا، المولى عبد الحفيظ (8091 -2191) وزيرا لخارجية المغرب فور مبايعته سلطانا للجهاد والإنقاذ.
وإضافة إلى دهائه وبطشه، كان عيسى بن عمر رجل نشاط وزهو، مُحبّاً لسهرات الفن الشعبي. وحتى يضمن منصبه قائدا متحكما ويحافظ على عيشه، كان يُثقل كاهل سكان قبائل عبدة بالضرائب، حتى لو صادفت سنوات القحط والأمراض.. مما جعل عددا من ساكنة قبيلة أولاد زيد في سنة 5981، وهو عام صعب لم يستطيعوا تحمل ضرائبه ومجاعته، ففروا في «عام الهروب» ذاك، فيما قرر الباقون الانتفاض في ثورة ستدوم أربعة أشهر، من 5 يوليوز إلى ال21 من نونبر من نفس السنة، التي عرفت مفاوضات، ثم هجوما على الثوار، بنيران المدافع والبنادق وبمساعدة عامل آسفي، حمزة بنهيمة.
خلال الأربعة أشهر، كانت حويدة (خربوشة) الشاعرة والمغنية الشعبية، إلى جانب الثوار، مُحرضة ومحققة للحماس الضروري. ومما كانت تقوله:
- بْغيت السيبة ما بْغيت احكام.. من دابه ثمانية أيام على السي عيسى الثمري.
- أنا عبدة لعبدة ولسي عيسى.. لا نوضا نوضا حتى لبوكشور.. نوضا نوضا حتى دار السي قدور..
-سير أعيسى بن عمر.. وكّالْ الجيفة قْتّال خوتو.. ومحلل الحرام.. سير عمر الظالم ما يروح سالم.. وعمر العلفة.. ما تزيد بلا علام ورا حلفت الجمعة مع الثلاثْ.. يا عويسة فيك لا بقاتْ.
وفي ما يلي وثيقة مخزنية كتبها بوبكر بن بوزيد إلى الصدر الأعظم أحمد بن موسى (باحماد) وهي مؤرخة ب 31 شوال 5131، وهو ما يوافق يوم الأحد، 6 مارس 8981:
«الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله
حفظ الله مجادة سيدنا الأعز الأرضى الصدر الأعظم الفقيه الأجَلّ سيدي أحمد ابن الفقيه الوزير الأعظم سيدي موسى بن أحمد وأمنه ورعاه وسلام عليك ورحمة الله على خير مولانا نصره الله وبعد، يكون في علم سيادته أننا وجّهنا، يومه، صحبة مخزني من أصحابنا الشيخة حويدة العبدية، واصلة الحضرة الشريفة، دام عزها وِفق الأمر الشريف أعزه الله. فإذا بأصحاب القائد عيسى بن عمر العبدي اتفق خروجهم مع المخزني والمرأة المذكورة في وقت واحد ورافقوهما مسافة، فلما انفصلت الطريق، عمدوا إلى مركوب المرأة وساقوه إلى غير طريق المحلة السعيدة وحالوا بينها وبين المخزني وقصدوا بها طريق أزمور نهرا، فصادرهم وأعلمهم أنه متوجه بها للمحلة السعيدة وأراهم الكتاب الذي بيده، فلم يلتفتوا إليه وتبعهم مسافة كبيرة ولم يقدر على مقاومتهم، لأن عددهم اثنا عشر فارسا، وتوعدوه إن لم يذهب معهم أو إلى المحلة أو إلى حيث شاء. فلما يئس منها وتحقق عنه وقوع ما توعدوه به، خاف من ذهابه إلى المحلة بالكتاب دون المرأة. رجع إلينا وكان وصوله قرب المغرب والكتاب الموجه لسيادته أولا يصله معه. وبه وجبَ إعلام سيادته وعلى المحبة والسلام في 31 شوال .
خديم المقام العالي بالله
بوبكر بن بوزيد لطف الله به»...
عادوا بها إليه، فسجنها في أحد سجون داره المسماة الآن «دار سي عيسى»، يحرسها شخص يسمى الشايب. ثم، بعد ذلك، تتعدد الروايات لتنتهي بقتلها ورميها في بئر ما زالت تسمى بئر حويدة. وصوتها يسترحم بأولياء الله الصالحين، قائلة:
- نسألك بالمعاشي سيدي سعيد مول الزيتونة.. والرتناني سيدي احسين جاء بين الويدان.. والغليمي سيدي احمد العطفة يا ابن عباد.. والقدميري سيدي عمر مولى حمرية.. والتجاني سيدي احمد مول الوظيفة. خربوشة.. لكريدة.. زروالة.. حويدة.. الشامخة مولاتْ الحق والكلام: لا أحد يعرف كيف قضيتِ ثلاثين شهرا الفاصلة في هزيمة المعركة بين الثوار وسي عيسى وبين انتصارك في حرب الشعر ضد الظلم. أين كنت في أولاد سعيد؟ وماذا كنت تفعلين وهل كتبت، وأنت الأمية، أم قلتِ شيئا ظل دفينا في تراب القبائل؟ وكيف رويتِ الحكاية لهم هناك؟...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.