للانتقال للموقع القديم اضغط هنا

فصول الكتاب

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيّى بن جابر عن المقدام ابن معديكرب عن النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: ما مَلأ آدَمِىّ وِعاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسبُ ابنِ آدَمَ أكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإن كانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ.

* * *

ذكر صفة خَلْق رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-

أخبرنا يعلى ومحمّد ابنا عُبيد الطنافسيان وعُبيد اللَّه بن موسى العبسى ومحمّد ابن عبد اللَّه بن الزبير الأسدىّ عن مجمّع بن يحيَى الأنصارىّ عن عبد اللَّه بن عمران عن رجل من الأنصار أنَّه سأل عليّا وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفه فى مسجد الكوفة عن نعت رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصفته، فقال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أبيض اللون، مُشْرَبًا حمرة، أدعج العين، سبط الشعر، كثّ اللحية، سهل الخد، ذا وفرة، دقيق المَسرُبَة، كأنّ عُنُقَهُ إبْريق فضة، له شعر من لَبَّته إلى سُرّته يجرى كالقضيب، ليس فى بطنه ولا صدره شعرٌ غيره، شَثْنَ الكف والقدم، إذا مشى كأنّما ينحدر من صَبَبٍ (١)، وإذا قام كأنّما يَنْقَلِعُ من صخر، إذا التفت التفت جميعًا، كأنَّ عَرَقَهُ فى وجهه اللؤلؤ، ولَريحُ عَرَقهِ أطيب من المسك الأذفر، ليس بالقصير ولا بالطويل، ولا بالعاجز ولا اللئيم، لم أرَ قبله ولا بعده مثله (٢)، -صلى اللَّه عليه وسلم-.

أخبرنا يزيد بن هارون ويحيَى بن عبّاد والحسن بن موسى قالوا قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل عن محمّد بن علىّ عن أبيه علىّ ابن أبى طالب، كرّم اللَّه وجهه، قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ضخم الهامة، عظيم العينين، أهدب الأشفار، مُشْرَبَ العينين حمرة، كثّ اللحية، أزهر اللون، إذا مشى تكفّأ كأنما يمشى فى صُعُد، وإذا التفت التفت جميعًا، شثن الكفين والقدمين (٣).


(١) من صبب: من موضع منحدر.
(٢) أورده الذهبى بنصه فى السيرة ص ٤٣٦.
(٣) شثن الكفين والقدمين: أى أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر.