للانتقال للموقع القديم اضغط هنا

فصول الكتاب

أخبرنا عليّ بن عبد الله بن جعفر، أخبرنا سفيان، يعني ابن عُيينة، أخبرنا حمزة بن المغيرة عن سُهَيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: اللهمّ لا تَجعلْ قَبرى وَثَنًا! لَعَنَ اللُّه قومًا اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد.

* * *

ذكر الكتاب الذي أَراد رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أن يكتبه لأمّته في مرضه الذي مات فيه

[أخبرنا يحيَى بن حمّاد، أخبرنا أبو عَوانة عن سليمان، يعني الأعْمش، عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جُبير عن ابن عبَّاس قال: اشتكى النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، يومَ الخميس فجعل، يعني ابن عبّاس، يبكى ويقول يوم الخميس وما يوم الخميس! اشتدّ بالنّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وجعه فقال ائتوني بدواة وصحيفة أكْتُبْ لكم كتابًا لا تَضلّوا بعده أبدًا، قال: فقال بعض مَن كان عنده إنّ نبيّ الله لَيَهْجر! قال فقيل له: ألا نأتيك بما طلبت؟ قال: أَوَ بَعْدَ (١) ماذا؟ قال: فلم يدعُ به] (*).

أخبرنا سفيان بن عُيينة عن سليمان بن أبي مسلم خالِ ابن أبي نَجيح سمع سعيدَ بن جُبَير قال: قال ابن عبّاس: يومُ الخميس وما يومُ الخميس! قال: اشتدّ برسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وجعُه في ذلك اليوم فقال ائتونى بدواة وصحيفة أكتُب لكم كتابًا لا تَضلّوا بعده أبدًا، فَتَنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازعٌ، فقالوا: ما شأنه، أهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوُه! فذَهبوا يُعيدون عليه فقال: دَعُوني فالّذي أنا فيه خيرٌ مما تَدْعونَني إليه وأوصَى بثلاثٍ، قال: أخْرِجُوا المشُركينَ من جَزيرة العرب، وأَجِيزوا الوَفْدَ بنَحْوٍ ممّا كنتُ أُجيزهم، وسكت عن الثالثة فلا أدرى قالها فنسيتُها أو سكتَ عنها عَمْدًا.

أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاري، حدّثني قُرّة بن خالد، أخبرنا أبو الزّبير، أخبرنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لمّا كان في مرض رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، الذي توفّى فيه دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمّته كتابًا لا يَضلّون ولا يُضَلّون، قال: فكان في البيت لغطٌ وكلامٌ وتكلّم عمر بن الخطّاب قال فرفضه النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -.


(*) قارن بالنويري ج ١٨ ص ٣٧٣، وهو ينقل عن ابن سعد.
(١) هذا الضبط من ث ضبط قلم.