للانتقال للموقع القديم اضغط هنا

فصول الكتاب

ذكرُ مَنْ دَفَنَ عثمان، ومتى دُفن، ومن حمله، ومن صلّى عليه، وعلى أي شئ حُمِل، ومن نزل في قبره، ومن تَبِعه، وأين دُفن، رضي الله عنه

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمى عن أبيه عن عبد الله بن نِيار الأسلمى عن أبيه قال: لما حجّ معاوية نظر إلى بيوت أسْلَمَ شوارع في السوق فقال: أظْلِموا عليهم بيوتهم أظْلَمَ الله عليهم قبورهم قتلةَ عثمان، قال نِيار بن مُكْرَم: فخرجت إليه فقلت له إنّ بيتى يُظْلَمُ (١) عَلَيّ وأنا رابِعُ أربعة حَمَلنا أميرَ المؤمنين وقبرناه وصلّينا عليه، فعرفه معاوية فقال: اقْطَعوا البناءَ لا تبنوا على وجه داره، قال ثمّ دعانى خاليًا فقال: متى حملتموه ومتى قبرتموه ومَنْ صلّى عليه؟ فقلت: حملناه، رحمه الله، ليلة السّبْت بين المغربِ والعشاء، فكنتُ أنا وجُبير بن مُطْعِم وحَكيم بن حزام وأبو جهم بن حُذيفة العَدَويّ، وتَقَدّم جُبير بن مُطعِم فصلّى عليه، فصَدّقَه معاوية، وكانوا هم الذين نزلوا في حُفرته (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن محمّد بن يوسف قال: خرجت نائلة بنت الفرافصة تلك الليلة وقد شَقّتْ جَيْبَها قُبُلًا ودُبُرًا ومعها سراج وهي تصيح: وا أمير المؤمنيناه! قال فقال لها جُبير بن مُطعم: أطْفِئى السّراج لا يُفْطَن بنا فقد رأيتِ (٣) الغُواةَ الذين على الباب، قال فأطْفَأت السراج وانتهوا إلى البقيع فصلّى عليه جُبير بن مُطعم وخلفه حكيم بن حزام وأبو جهم بن حُذيفة ونيار بن مُكْرَم الأسلمى ونائلة بنت الفرافصة وأمّ البنين بنت عُيينة امرأتاه، ونزل في حفرته نيار بن مُكرم وأبو جهم بن حذيفة وجُبير بن


(١) في متن ل "إن بيتي يُظْلِمُ" وفى حواشيها: الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "يُظْلَم" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على روايتى ت، ث وقد ضبطت "يظلم" في ث بفتح اللام ضبط قلم.
والرواية فيهما "فقلت" آالله إن بيتى يظلم" وفى طبعتى إحسان وعطا "يُظْلِم".
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخه: ترجمة عثمان ص ٥٤٠ نقلا عن ابن سعد.
(٣) في متن ل "رأيتُ" وفى حواشيها: "الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "رأيت" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على رواية ث حيث ضبطت رأيتِ هكذا بكسر التاء ضبط قلم. كما ضبطت في ت بوضع علامة الكسرة تحت التاء والكلمة في طبعتى إحسان وعطا "رأيتُ".