كفاءة المترجم بين اشتراطات صنعة الترجمة ومتطلبات صناعة الترجمة

محمد كوداد
جامعة قاصدي مرباح ورقلة
(الجزائر)

إن زمن الكفاءة الترجمية التقليدية قد ولى ،تلك الكفاءة التي تشترط على المترجم الفراسة اللغوية و الحذق في رصف مفردات اللغة بكيفية تنم عن تمكن من ناصية اللغة مما يضمن تضمين المعاني في تراكيب مولدة أثرا بالغا في المتلقي ، ذاك المتلقي الذي يبق اثر الترجمة فيه أحد أهم معايير الحكم على الترجمات.

إن استقراء الواقع ينم عن تغير إذ أضحت بالمساعدات(بكسر السين) التي فرضتها صناعة الترجمة من محيط تكنولوجي ووسائط التوثيق والتحرير والتصفيف والتصنيف وما يفرضه عالم افتراضي بخصوص شكل وإخراج الوثيقة وكذا طبيعة الخيارات اللغوية والبرمجيات.

فالقدرة على رفع تحدي النص موضوع الترجمة ترتبط بطبيعة المجال والظروف التي تحيط بعملية الترجمة جاعلة من حصافة وفراسة المترجم غير كافية لتشكل حلولا أمثل لمواجهة صعاب الترجمة شكلا ومضمونا. فالصنعة استلزمت التعامل مع ما فرضته تجليات راهن الترجمة كصناعة .إن الإشكالية لتي تنطلق منها الورقة البحثية هذه تستند إلى فرضية أن الكفاءة الترجمية للمترجم لوحدها لا تكفي لضمان ترجمة تتوافر فيها شروط  النجاح  كون المتطلبات  المستحدثة لصناعة الترجمة تتعدى اشتراطات الصنعة  لا تتماشى .

نبين أن عصر كفاءة المترجم التقليدية قد تراجع فاسحا المجال لعناصر جديدة مرتبطة بالوسط التكنولوجي والتي هي في الأساس بعيدة عن الكفاءة الحقيقية للمترجم لكنها أصبحت أحد أهم معايير الحكم على الترجمات،مركزين على كنه الكفاءة الترجمة في زمن عولمة المعلومة وزخم التواصل الرقمي المضطرد.

الكلمات المفتاحية: الكفاءة الترجمية،صنعة الترجمة،صناعة الترجمة،وسائط التكنلوجيا ،التواصل الرقمي.