راشد شرار.. شاعر القصيدة الأصيلة والمغنّاة

الشارقة - إبراهيم السواعير الشاعر الإماراتي راشد شرار يمتلك خاصيّتين، قلّ أن يمتلكهما شاعرٌ في القصيدة الشعبيّة، الأولى في مقدرته على تجويد هذه القصيدة وجعلها ليّنةً تحمل الفكرة وفي الوقت ذاته تؤدّي ما يتوقّعه الشعراء في جمالياتها وصورها وظلالها، حيث الشعر هو ظلال الكلمات.

تبرز قصيدة العصفور والشبّاك في متلازمة مؤلمة وحواريّة فلسفيّة عذبة، لتدلّ على هذا النفس الشعري الفطري الأصيل: «جيت اسأل الشباك عن عصفوري/ ما هو مثل الاول على شبّاكي/ الاول أحيده مع طوالع نوري/ يصبح لرواد الغرام يحاكي/ على صدى صوته يفز الجوري/ يغري النواظر من هنا وهناكي/ طيرٍ ولكن يستثير شعوري/ واحيان يتقصّد يريد ارباكي/ يشكي غيابي في زمان حضوري/ واضيع بين المشتكى والشاكي/ واليوم من دونه يا ناري موري/ في خافقي لا عاش من طفّاكي/ طور المحبّة مختلف عن طوري/ أصبحت وحدي في الغرام الباكي/ يا منادمي ليتك تطاوع شوري/ ترجع ويرجع في لقاك ادراكي/ أنا بلا صوتك مضيّع دوري/ رامي على شاطي الغرام اشباكي/ مشتاق لك والله يا عصفوري/ آموت واشوفك على شباكي!».

والخاصيّة الثانية أنّ هذا الشاعر استطاع من خلال إدارته لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي ومن خلال إدارته لمركز الشارقة للشعر الشعبيّ أيضاً أن يرفد الساحة الشعريّة بعدد هائل من الأصوات الشعريّة الجادّة التي تشكّل ما بين الرواد والشباب بيئةً خصبةً لقراءة الشكل والمضمون والتطوّر الذي لحق بالقصيدة الإماراتيّة تحديداً والعربيّة عموماً، في اختيارات مدروسة وإضافات طيّبة طوّفت بكل الوطن العربيّ.

ثلاثة عشر مهرجاناً راكمت الشارقة، قلب الثقافة النابض ومشعل الفكر والإبداع، في توجيهات غير منقطعة لصاحب السموّ عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي أهدى الأدباء والمثقفين مؤسساتٍ وفعالياتٍ وجمعيّاتٍ ومراكز دائمة الحركة الثقافيّة، من خلال دائرة الثقافة والإعلام، ومن خلال اهتمام سموّه الإبداعيّ أصلاً، إذا ما عرفنا أنّه قارئٌ ومثقّفٌ جدّاً وتحتفظ دارته بنوادر الكتب والمخطوطات، خصوصاً وهو داعم رئيسي للمسرح العربيّ والشعر كذلك، وكلّ أجناس الفنّ والأدب والمعرفة في هذه الإمارة محج المثقفين والأدباء، الشارقة.

يشرف شرار على انطلاق مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورته الثالثة عشرة مطلع شباط 2017، في توليفة إبداعيّة وحضور عربي وحلقات نقديّة ودراسات جادّة لهذا النوع من الشعر الذي ينقل تفاصيل الحياة ويعمّق الهويّة والأصالة والفكر التنويريّ، خصوصاً وأنّ ندوةً تعقد لهذا الغرض بعنوان القصيدة الشعبيّة والتنوير.

الشاعر شرار، هو أوّل شاعرٍ توضع قصيدته في نصب تذكاري في أبرز المراكز التجارية بدبي (فستيفال سيتي)، وعلاوةً على إدارته لمركز الشارقة للشعر الشعبي، فهو عضو الهيئة الإدارية لبيت الشعر، رئيس لجنة الشعر الشعبي (مركز زايد للبحوث والدراسات ـ أبو ظبي)، وهو رئيس مجلس شعراء دبي السابق، وهو معد ومقدم برامج بارع، إذ قدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية منها: مجالس الشعراء الأسبوعي، وسوالف من بلدنا، وديوان القصيد، وحصابي، وبيت الشعر، وبيت القصيد، وفي أحضان البادية ، وهمسات من الشعر النبطي، وجلسة شعبية، وشعر وشعراء، كما شغل العديد من المناصب والمهام في مجال الصحف والمجلات منها:

إدارته تحرير الإصدار الأدبي (الحصباه) الذي يصدر على هامش مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، مشوإشرافه على الباب الشعري في مجلة الديوان، وكذلك إشرافه على تحرير باب الشعر في مجلة المنارة، وتحرير باب «بوح القوافي» بمجلة كل الأسرة. شارك الشاعر شرار في العديد من لجان التحكيم في مجال المسابقات الشعرية، ومنها مسابقة شاعر الشعراء، ونجم القصيد، ومسابقات الشلة الشعبية بمراكز الناشئة، ومسابقة مجلس الشعر في سلطنة عمان، ومهرجان الشعر الشعبي العماني، وشاعر العرب، وقد تمت استضافته في العديد من البرامج، منها :برنامج بحور القوافي بتلفزيون قطر، وإذاعة صوت الخليج بدولة قطر، والتلفزيون الألماني بمدينة ميونخ، وبرنامج فنجان قهوة بتلفزيون سلطنة عُمان، وبرنامج جريدة بلا ورق بتلفزيون قناة الإمارات، أبو ظبي، وبرنامج نلتقي مع الإعلامية بروين حبيب، تلفزيون دبي، وبرنامج»شارع الكلام قناة النيل الثقافية بجمهورية مصر العربية، وبرنامج «آخر كلام»، وبرنامج «رحلة في أعماق مبدع إذاعة صوت العرب من القاهرة.

شارك شرار ومثّل الدولة في الكثير من الندوات والمحاضرات والمهرجانات الشعرية في سوريا والأردن والعراق وسلطنة عمان ودولة قطر ومصر وألمانيا، كما أحيا العديد من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية في الإمارات، وقدّم العديد من الدراسات في الندوات والملتقيات الأدبية والفكرية منها: دراسة عن الشاعر ربيع بن ياقوت في ندوة الرواد المكرمين بمهرجان الشارقة للشعر الشعبي 2010، ودراسة عن الشاعر بوسنيدة في ندوة بمناسبة مرور 90 عام على وفاة الشاعر، ودراسة حول الشعر الشعبي ما له وما عليه، في ندوة أقيمت في قطر، ودراسة عن دور الإعلام في إبراز الشعر الشعبي في منطقة الخليج العربي في ندوة بقطر.

حصل شرار على العديد من الجوائز في مناسبات أدبية وثقافية وفكرية عدة أهمها: وسام فزاع: أول شاعر يحصل على وسام « فزاع « سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ووسام الفارس الذهبي لمهرجان سايح ذياب للفروسية والشعر، الأردن 2010م، وجائزة أفضل برنامج تليفزيوني شعري يحقق أعلى نسبة مشاهدة من قناة نجوم، وتكريم الشيخ محمد بن راشد لمعدي ومقدمي البرامج ومشرفي الصفحات الشعرية.

لشرار الكثير من القصائد المغناة بأصوات مختلفة مثل ميحد حمد وعيضه المنهالي وحسين الجسمي وحمد العامري وهزاع وحربي العامري وعبد المنعم العامري ومحمد المازم، ورجاء بلمليح ومن السعودية غنى له الفنان محمد عمر وراشد الماجد وأخيرا ً محمد عبده، إضافة إلى مجموعة من القصائد التي غنتها فرقة المزيود للحربية، وفرقة صقور المقابيل، وفرقة الريايسه.

له عدة مؤلفات وإصدارات توثيقية لأهم شعراء الإمارات، منها: بوسنيدة شاعر برع في صناعة الخط والكتابة، ديوان حصاد العمر للشاعر ربيع بن ياقوت، ديوان للشاعر المرحوم أحمد بن دري الفلاحي، ديوان المغفور لها الشيخة صنعاء بنت مانع آل مكتوم (الشاعرة لمياء دبي)، ديوان الدر الثمين؛ قصائد في حب أم القيوين، كتاب حصاد مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، ديوان عذب البيان في آل نهيان، ديوان غصن المعاني، ديوان محمد الكوس الجزء الثالث، ديوان بن ذيبان.