التجارة بالاديان ( باسم الدين سرقونا الحرامية )

مقالات ذات صلة

هتف العراقيون جميعا اثناء تظاهراتهم هتافا
وباللهجة العراقية ( باسم الدين با كونا الحرامية ) وعلى وجه الخصوص ثوار تشرين الابطال ، وهذا ان دل على شيء فيدل على تشكل الوعي الجمعي لدى الشعب العراقي العظيم وشبابه الثائر وكشف التظليل الكبير الذي كان يمارسه رجال الدين الذين يحكمون العراق ، وهذا الوعي والادراك يمثل بداية التغيير ..
إن التجارة بالدين ، لا تقتصر على دين من الاديان السماوية ، أو حتى الوضعية ، والفارق انه كلما شاع الجهل زاد استخدام هذه التجارة ، كون عوائدها مضمونة للمتاجرين بها ، من رجال دين وحكام ومسؤولين ، والمتضررين الوحيدين منها
هم الفقراء والبسطاء والجهلة والمغرر بهم .

فإن جميع الاديان وعلى مر الازمان ، تعرضت
الى التجارة بها وتوظيفها المصلحي والذاتي
ولمآرب دنيوية بحتة ..
وإن الذين يتاجرون بالدين لا يهتمون ولا يكترثون على تزييف الدين ، من خلال ابتكار القصص وبث الخرافات والاساطير حتى تعظم من مكاسبها ، مستغلة الجهل والتخلف بين اوساط الناس ، كما شخص ذلك الفيلسوف العربي الاندلسي ابن الرشد
الذي توفي عام (١١٩٨) ، اي قبل اكثر من (٨٠٠) عام حين قال ( ان التجارة بالاديان
هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ) ..
ان هذا الرجل العربي المسلم دعا الى استخدام العقل واتباع المنطق ، خاصة في تلك الايام التي ساد فيها الجهل وقل فيها المنطق وتم تغليف السياسة بالدين من
اجل اقناع الشعب بما هو باطل .
ومن اقواله المأثورة ( ان العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة ) و ( ان اللحية لا تصنع فيلسوف ) و ( ان اكبر عدو للاسلام جاهل يكفر الناس ) ..
وهكذا لعبت الاحزاب الاسلامية العميلة
التي توجهها جهات اجنبية ، كحزب الدعوة العميل المرتبط مباشرة بايران و حزب الاخوان المسلمين الذي أنشأته بريطانيا ،
دورا خبيثا في تدمير البلدان العربية ، واشاعة الجهل والتخلف والفساد بكل انواعه ، وتم تكليفها من قبل اسيادها اعداء الامة العربية والاسلامية بتحقيق هدفين اساسيين ، اولهما العمل وبكل الوسائل على اعاقة التنميةفي البلدان العربية من خلال تدمير التعليم ونشر الامية والصحة واعاقة تقديم الخدمات الضرورية لحياة الانسان العربي والاسلامي والامعان في تفقيره ونشر الجهل
والتخلف واستخدام العنف والارهاب من اجل تحقيق الهدف الثاني وهو الاخطر وهو العمل على تشويه سمعة الاسلام الحقيقي المعتدل وربط اسمه بالارهاب ، وهذا ما حدث فعلا في الكثير من البلدان العربية
وبشكل خاص في العراق ، بعد ان سلمت
امريكا وبريطانيا واسرائيل دفة الحكم في العراق الى الحزبين الاسلاميين ( الدعوة ، والاخوان ) ، والموالين لايران ، ومنذ عام
( ٢٠١١) ولحد هذا اليوم وهم يعيثون بالارض فسادا .. وخلال سنوات حكمهم ، استغلوا
الدين ابشع استغلال ، وتمكنوا من نشر الجهل والتخلف والفساد من خلال رجال الدين المشعوذين والنصابين والكذابين ومزوري الحقائق..
وتمكنوا من غسل ادمغة الكثير من الشباب
الغير متعلم مستغلين الدين والمذهب
وعملوا على زرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد ، واصبح العراق ومع الاسف الشديد
اكثر بلد في العالم من حيث الفساد المالي والاداري ، حيث قاموا بسرقة اموال البلد والتي بلغت (٢) ترليون دولار ، وعملوا على سرقة آثاره العظيمة والتي لا تقدر بثمن ،
ودمروا الصناعة والزراعة وقطاع الخدمات
واصبح الاقتصاد العراقي المنهوب ، مرهونا
ومسيطرا عليه من قبل ايران الشر والشعوذة
وواقع العراق اليوم يتميز بهدر المال العام
وان ثلثي الشعب يعيش تحت خط الفقر
مع انعدام كافة الخدمات ، ووصلت البطالة
فيه بنحو (٤٥) بالمئة .. كل ذلك سهل على رجال الدين والحزبيين الاسلاميين ومليشياتهم المسلحة من تنفيذ ما كلفوا
به من قبل امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وايران ، من تدمير العراق بشكلٍ كامل ، واخطر ما تم تدميره هو الانسان ،
من خلال استهدافهم لمنظومة القيم الاخلاقية للمجتمع العراقي..
صدق ابن الرشد حين قال ( اذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل
بغلاف ديني ) .. وهذا ما يفعله رجال الدين في العراق ، فهم يستغلون الدين من اجل تحقيق مصالحهم الذاتية ومصالح احزابهم
السياسية ، واصبح الدين ضروري جدا للسياسيين وللحكومة، ليس من اجل اشاعة الفضيلة ، ولكن من اجل السيطرة على الناس ، فرجال الدين يستغلون البسطاء والسلطة والمال والسلاح وكل شيء متاح لهم ، للامعان في السرقة وتدمير البلد ، فهم يصدرون الفتاوي الجاهزة لاي مناسبة ..
فتجار الدين اصبحوا يشكلون خطرا اكثر من
مخاطر تجار المخدرات..
والقول : اذا ساد الجهل في بلد ما سنرى ان شرفاء هذا البلد ورجالها يعانون الامرين .
فالجهل أسوأ من الفقر بكل الاحوال ، كون الجهلة يعتقدون انهم على صواب ويتبعون من يقلدهم بشكل اعمى ويتبعون رجال الدين الفاسدين والمشعوذين وهؤلاء يقودون قطيع الجهلة والمتخلفين بسهولة جدا ..
والجهل كما هو معروف اساس التخلف وهو بنيته الحقيقية ، فالقيادات الفاشلة والفاسدة تكره الاصلاح خوفا من كشف فضائحها ، واشاعة الجهل والتخلف هو السبيل الوحيد لاستمرارهم.
وعليه فان اي مجتمع يكثر فيه الحديث
عن الدين وبشكل مبالغ فيه فسنجد ان
هذا المجتمع اكثر المجتمعات فسادا !!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى