المجاهد الرباني الذي عرفته :د/ أحمد سعفان

كتبهاد/الحوت ، في 24 فبراير 2009 الساعة: 22:31 م

   المجاهد الرباني الذي عرفته :د/ أحمد سعفان

 د/محمود الحوت

التقيته في افطار للإخوان بأحد الفنادق منذ فترة ليست بالطويلة ،كان شامخا بتواضع وابتسامته الودودة لاتغادر وجهه,نشيطاً باشا ًمتنقلاً بين الضيوف, كان لقاءأً مفاجئاً وسعيداً مع الأخ د/أحمد عبدالحليم سعفان (أبو مصعب) فمنذ ستة عشر عاماً انقطعت الأسباب فلم يعلم أحدنا عن الآخر شيئاً.

كان ذلك في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي عندما قدم الينا في أحد مستوصفات الرياض الشهيرة الطبيب أخصائي التحاليل الطبية الشاب ذو اللحية الخفيفة والأدب الجم , وبدأت أنا ومن معي من الأطباء في ذلك الجو الذي تنضح فيه الممارسات الطبية  بالمادية والنفعية وتعج أخلاقيات المهنة بالثقوب والبلى , بدأنا نرى ونعايش نموذجاً فذاً للطبيب المسلم نموذجاً لشاب من الإخوان المسلمين - وإن كان الكثيرون لا يعلمون ذلك-,يؤدي عمله باخلاص مبهر, بل يغطي قصوروعمل الآخرين من زملائه, بل ومن فنيي المختبرالعاملين معه,كان وحدة فريقاً كاملاً لايكل ولايتبرم أو يمل , كان أمةً من الرجال في استقامتهم ونشاطهم وتقواهم ,لم يكن الأطباء بتنوع مشاربهم وأخلاقهم ومنطلقاتهم ليجمعون على شئ اجماعهم على دماثة هذا الرجل وخلقه الرفيع,ولاأنسى جهده وحماسته لدعم مجاهدي أفغانستان في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي المنحل,ولافضله في توسيع مجال ثقافتي الدينية. ويستقدم د/أحمد أسرته ويجاورني في السكن ويصحب (مصعب ومعاذ) ولديه المباركين لصلاة الفجر, وكم من مرات نرجوه أن يرأف ( بمعاذ) الصغيرويعفيه من صحبته لصلاة الفجرحيث كثيراً ما كان ينام في سجود الصلاة ,وأتاحت لنا جيرته أن نلتقي بوالده المجاهد الورع الشيخ عبد الحليم سعفان رحمه الله ووالدته الصابرة العظيمه ,ونعلم أن الوالد الجليل الضرير أتم تحفيظ ولده أحمد القرآن الكريم في رحلتهما من البيت للمسجد ,ولما أعتقل الوالد في الستينات مع جموع الاخوان قامت الأم الفاضلة باستكمال مراجعة القرآن واستكمال تحفيظ ولدها.

سنوات قليلة جاورنا وصاحبنا هذا الرجل وكأننا كنا نصاحب رجلا من زمن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين , ومنذ إفطار رمضان ورقم هاتفه معي ولكن الله لم يقدر لي مهاتفته بعدها حتى قرأت نعي فضيلة المرشد له بالصحف ومن نعي نائب المرشد أ.د.محمد حبيب أعرف أنه كان معتقلا في أواخر التسعينات,لقد رحل رجلَ نحسبه من الأتقياء الورعين من المجاهدين  المقبولين عند الله ان شاءالله ولانزكيه على الله .ونحسبه انشاء الله من الذين يقول فيهم ربهم “من المؤمنين رجالَ صدقوا ما عاهدوا الله عليه …..الآية “

رحم الله د/أحمد سعفان وجزاه خيراً عن حياته الطيبة وجهاده وصبره والهم أهله الصبر وبارك في ذريته وجمعنا الله به في مقاعد الصالحين في جنة النعيم.

 

 

د/محمود الحوت

dr_elhoot@yahoo.com

www.elhoot.maktoobblog.com

أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  • Digg
  • Facebook
  • Google
  • LinkedIn
  • Live
  • MySpace
  • StumbleUpon
  • Technorati
  • TwitThis
  • YahooMyWeb

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : مقالات د/محمود الحوت | أرسل الإدراج  |   دوّن الإدراج  


اكتب تعليــقك
الإسم الذي سيظهر على التعليق
مشتركي مكتوب
اسم آخر