محمد توفيق بلو

إن الاهتمام بالأُدباء والشُّعراء، وخصوصًا الذين أثروا المُجتمعات بأدبهم وعلمهم، سُنَّة حسنة، وسمة إنسانية؛ لما فيه من توثيق وحفظ للمكانة التَّاريخية للمُجتمع بين الأُمم، وقد اهتمَّ الباحثون والدَّارسون بالأُدباء والشُّعراء السُّعوديين، ومنهم الأديب ا

إن الاهتمام بالأُدباء والشُّعراء، وخصوصًا الذين أثروا المُجتمعات بأدبهم وعلمهم، سُنَّة حسنة، وسمة إنسانية؛ لما فيه من توثيق وحفظ للمكانة التَّاريخية للمُجتمع بين الأُمم، وقد اهتمَّ الباحثون والدَّارسون بالأُدباء والشُّعراء السُّعوديين، ومنهم الأديب الرَّاحل طاهر عبد الرحمن زمخشري، المُلقَّب بـ«بابا طاهر»؛ لما كان له من مكانة أدبيَّة، وظاهرة شعريَّة جعلته أحد أهمِّ الأُدباء والشُّعراء المكِّيين في القرن العشرين.

وقد انقضى على وفاته أكثر من 30 عامًا، وكادت ذكراه وأعماله تنحسر؛ الأمر الذي قد يُؤدِّي بالأجيال القادمة إلى نسيانه، واندثار أعماله التي تتضمن الكثير من التوثيق التاريخي لتراث وحضارة المملكة العربية السعودية الأدبية والفنية والإعلامية، أضف إلى ذلك إن المعلومات المنشورة عنه محدودة مقارنة بإنجازاته وأعماله وبعضها غير مُوثَّق، أو بها بعض الأخطاء المعلوماتية مثل مكان وتاريخ ولادته والتسلسل الوظيفي، الأمر الذي دفعني إلى تأليف هذا الكتاب الجميل عنه وأسميته «الأديب طاهر زمخشري في سطور» وفي اسمه دلالة على محتواه فهو مُختصر لكل ما يهمك أن تعرفه عنه، بالإضافة إلى بعض المعلومات الجديدة التي لم تُنشر من قبل؛ ليكون مرجعاً موثوقًا للباحثين والدَّارسين وعامَّة المُهتمِّين بسيرته وبأهمِّ مُنجزاته وأعماله، وتعريف النشء الجديدة به.

وقد حرصت على توثيق كافة المعلومات الواردة في الكتاب من واقع ملازمتي له لأكثر من 20 عاماً بحكم علاقتي الأسرية به فهو جدي لأمي. كذلك استقاء معلومات إضافية عنه من الأقارب وأصدقائه الذين عايشوه، بالإضافة إلى الرجوع إلى لقاءاته التلفزيونية والاذاعية والصحفية التي روى فيها العديد من مذكراته الشخصية، والأبحاث والدراسات الأدبية والمُستندات والصُّور الوثائقيَّة المُتوفِّرة بحوزتي.

عزيزي القارئ..

إنه لمن المؤكد أنك ستستمتع بقراءة هذا الكتاب فقد كتب بطريقة عصرية بمُفردات بسيطة وجُمل قصيرة تلائم مُختلف المستويات الثَّقافية والفئات العُمرية، كما تضمن صور ووثائق ومقتطفات من روائع أعماله النثرية والشعرية التي ما زالت تنبض بالأحاسيس والمشاعر الوجدانية الصادقة.